كانت (لا للحرب) تحتاج الي خطاب سياسي قوي يرجح بكفتها ويهزم خيار الحرب في مهده ، كانت الحاجه لهذا الخطاب ضرورية كالأمن والماء والغذاء للمواطن بعد إندلاع الحرب، في وقت ثقلت فيه موازين الزيف عندما أشعلت فلول النظام البائد حرب دمار شامل كامل على البلاد وألقت بالتهمة على غيرها ، فهي كعادتها (تحرق وتستغيث)
اكثر من أربعة أشهر، كانت الحقيقة في جيوب الفلول مسروقة منهوبة مغتصبة ومعتدى عليها ، تحتاج الي من يحررها وينصرها، كان ولازال الملايين من الشعب السوداني يظنون أن لا للحرب تعني دعم قوات الدعم السريع، وأن الذي يطالب بإلغاء دور اللجنة الأمنية الكيزانية بالجيش السوداني، يطالب بإلغاء دور المؤسسة العسكرية
وكنا ومنذ بداية الحرب في حاجة ملحة لحديث بوزن ماصرح به القيادي بقوى الحرية والتغيير الاستاذ طه عثمان الذي كان حديثه مهما للحد الذي يمكن أن يجعل الشعب السوداني محقا إن وجه له اللوم بأنه جاء متأخراً، فالحرية والتغيير مازالت تعاني ( عقدة الإعلام) وأكثر ما يشوب تاريخها السياسي هو بُخلها الدائم وترددها في تمليك المعلومة للإعلام، بالرغم من علمها أن كثير من الحقائق يمكنها أن تغير ملامح المشهد السياسي ،ذلك الخلل الذي ظلت تستغله فلول النظام البائد لتسيطر على الفضاء الإعلامي والإسفيري وتؤثر سلبا في تسميم العقلية السودانية
وتخيل معي عزيزي القارئ لو جاء حديث القيادي بالحرية والتغيير طه عثمان لقناة الجزيرة منذ بداية الحرب!! كان سيغير هذا الخطاب كثير في وجه الحرب اللئيم أربعة أشهر ويزيد إنتصر فيها الطرف الثالث على الشعب والوطن بكذبة، أربعة أشهر والشعب يعانى من ممارسة جريمة التضليل عليه كما عانى من عملية النزوح من منازله، حرب نجح فيها الخطاب الأمني و الإعلام الكيزاني في وقت ساد فيه الصمت ليس من القوى السياسية المدنية وحسب بل من إعلامها وأقلامها، وظلت الحقيقة معطوبة مصلوبة ومقيدة أسيرة في فضاءات الفلول
قد يكون الكثير مما قاله طه عثمان معلوم ولكن الأكثر منه أهمية أنه جاء على لسان شاهد على الأحداث
وليته قالها طه قبل شهور لما كانت نجحت حملات الإعلام الكاذبة في عمليتي التجهيل والتضليل، ولو قالها باكرا لفشلتحملات الإستنفار ولما هلل كثير من البسطاء لقيادات المؤتمر الوطني في الولايات، لو قالها منذ بداية الحرب لأسقط تهمة العمالة والخيانة عن الكثيرين، ولما لمع نجم خالد الإعيسر وصدق العامة من الناس حجته الباطلة، فالمواطن كان يحتاج مثل هذا الخطاب قبل سداد كثير من الفواتير، كان متعطشا للمعلومة التي تقوده من ظلمة الخديعة الي قبلة الضوء والشروق، ولساهم طه في وقف الحرب ضد البلاد وضدهم، لكن رغم ذلك والحرب في نهاياتها بعد أن أكلت نيراها الأخضر واليابس، وفقد الشعب السوداني أعز عزيز.