أم درمان – التحرير:
أكد أمين الدعوة والارشاد بـ “هيئة شؤون الأنصار” محمد الحوار محمد، في خطبة الجمعة اليوم (20 أكتوبر) بمسجد الإمام عبد الرحمن بودنوباوي، أن حزب “الأمة القومي” بولاية الخرطوم سيحتفل غدا السبت بذكرى ثورة 21 أكتوبر 1964، في دار الحزب، عقب صلاة المغرب، ويخاطب الاحتفال رئيس حزب الأمة الإمام الصادق المهدي وقادة الحزب والقوى السياسية، ودعا أبناء الشعب لحضور الإحتفال.
وشدد في هذا السياق على أن الحزب “يؤكد تمسكنا بالحرية ونضالنا المستمر حتى نحقق مطالبنا المشروعة، وذلك بتغير دولة الحزب الي دولة الوطن، وتحقيق التحول الديمقراطي الحقيقي”، كما ركزت الطيب على قضية الفساد في السودان ” بصورة لم يسبق لها مثيل حتى في عهد الاستعمار”.
وقال في سياق حديثه عن ثورة أكتوبر إن الطغاة والمستبدين الذين رفضوا قيم الشورى والعدل والحرية والكرامة لجأوا الي الانقلابات العسكرية وتكميم أفواه الشعوب، لكن الشعوب الحرة ظلت متمسكة ومتطلعة في كل الأزمنة والأمكنة الي سيادة هذه القيم التي تنسجم مع الفطرة السليمة، وهي قيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.
ورأى أن “لشعب السودان قصب السبق في مقاومة الظلم والطغيان، فهومن أوائل الشعوب التي نالت حريتها وذلك بفضل الدعوة المهدية التي غرست في هذا الشعب روح المقاومة، وعدم الاستكانة للظلم، فقد كانت ثورة ضد الطغاة، فحررت السودان وطردت المحتل، وفي أكتوبر 1964 لقن شعبنا الاستبداد وأعوانه دروساً في التضحية والفداء والمقاومة “.
وشدد على أن ” ثورة أكتوبر المجيدة حررت البلاد والعباد من الاستبداد، ونقلتهم من حكم الفرد الي حكم الشعب، وأن الاحتفاء بهذه الثورة يعني الاحتفال بقيم الشورى والعدل والحرية والكرامة الإنسانية، وهذه قيم إسلامية أصيلة بل انها فرائض الاسلام السياسية. ودعا “جميع الأحباب وأبناء شعبنا إلى حضور احتفال حزب الأمة بثورة أكتوبر بدار الحزب، وقال إن حضور هذا الاحتفال يؤكد تمسكنا بالحرية ونضالنا المستمر حتى نحقق مطالبنا المشروعة بتغيير دولة الحزب إلى دولة الوطن، وتحقيق التحول الديمقراطي الحقيقي”.
وأكد أن الاسلام جاء ليحرر الانسانية من الظلم والاستبداد والطغيان، جاعلاً أمر الناس شورى، ولكن بعض مرضي النفوس ابو ذلك النهج الرباني ففرضوا أنفسهم باعتبارهم أوصياء علي العباد والبلاد ومن هؤلاء فرعون، وتلاميذه نشروا فكره وسارو علي نهجه”.
فساد لا نظير له
وعن الفساد قال إن “الإسلام جاء ثورة ضد الفساد بدءا، من فساد الاعتقاد والفساد الاخلاقي والاقتصادي والسياسي، وأضاف أن الناظر لحال بلادنا اليوم يصاب بالأسي والحزن، فالفساد انتشر في كل مؤسسات الدولة بصورة لم يسبق لها مثيل حتى عهد الاستعمار لم يصل إلي ما نعيشه اليوم.
وقال إن ديوان المراجع العام ظل ينشر في كل فترة تقارير مفزعة عن حجم الفساد، من سرقة المال العام وعن الاختلاسات والرشوة واستغلال السلطة لتحقيق مصالح ذاتية، كما نشر صوراً من خيانة الأمانة، وشدد طيب الجمعة على أن الفساد قد عًم وشمل كل أركان الدولة، واليوم البلاد تعيش أزمة اخلاقية كبري.
ورأى أن هذ الحال لاشك لم يكن محض صدفة، ورأى أن أسبابه تكمن في الاستبداد واستغلال السلطة لتحقيق المصالح الذاتية والمحسوبية والمحاباة وسوء الادارة واسناد جل أمور الدولة الي غير أهلها، وضعف الوازع الديني ،هذه بعض الاسباب الرئيسة التي أدت إلي التردي والانحطاط الذي تعيشه البلاد اليوم، فالعقوبات ( الأميركية) لم تكن وحدها سبب في تدهوراً لاقتصاد وانما سياسات النظام وسوء إدارته واستغلاله السيئ للسلطة هو السبب وراء هذا الواقع المزرى.
وأكد أن رفع العقوبات اذا لم يصحبه إصلاح سياسي واقتصادي سيظل الحال كما هو، وأضاف أن الامام علي سئل عن أكثر شيء يفسد حياة الناس، قال ثلاثة “وضع الصغير مكان الكبير؛ ووضع الجاهل مكان العالم ووضع التابع في القيادة ”، وأضاف خطيب الجمعة “للأسف هذه ( الأشياء) الثلاثة كلها منتشرة وسائدة في السودان اليوم” .