رغم أنني لا أعلم الحكمة من إجراء استفتاء على الصوت المعبر عن السكان الأصليين في استراليا وتشكيل هيئة دستورية جديدة تعمل إلى جانب البرلمان الفيدرالي لتقديم ارائها حول القضايا والقوانين التي تخص السكان الأصليين إلا أنني أعلن مسبقاً سأدلي بصوتي “نعم” لهم.
نحن وغيرنا من المواطنين الأستراليين الذين احتضنتهم هذه الدولة الرحيبة ظللنا نعبر في مناسباتنا العامة عن شكرنا وتقديرنا لسكان استراليا الأصليين في الأرض التي احتضنتنا جميعا بلا من ولا أذى.
ليس هذا فحسب بل إنهم لم يشعرونا بأنهم أصحاب فضل علينا ولم يحملوا السلاح للمطالبة بحقوقهم التي اكتسبوها بحق وظلوا يمارسون طقوسهم المجتمعية بحب وسلام وتعايش إيجابي مع المواطنين الأستراليين عامة.
لقد عززرت الثقافة الاسترالية قيم وممارسات الاحترام المتبادل والتناغم بل والاندماج في النسيج المجتمعي الأسترالي دون ان تحرمنا من ممارسة عباداتنا وطقوسنا المجتمعية بل وتحمينا من كل أنماط التعدي والقهر.
لابد من الاعتراف بأن بعض البغاة والغلاة شوهوا سماحة معتقداتنا بممارساتهم التي لا تمت لها بصلة وبجرائمهم التي للأسف أصبحوا يرتكونها في بلاد العالم التي أحتضنتهم، لكن بحمد الله ظل الذين يلتزمون بالعقيدة الحقة يتمسكون بالوسطية والاعتدال في مواجهة البغاة والغلاة في بلادنا والبلاد التي احتضنتهم ويتعايشون بسلام ومحبة في محيطهم المجتمعي.
لذلك ظللنا نحن الذين لجأنا للحياة في هذه الدولة الرحيبة نحترم كل مكونات نسيجها المجتمعي بتعدديتهم الثقافية والإثنية ونقدر الخدمات الجليلة التي منحونا لها بلامن ولا أذى.
لهذا نقولها بالصوت العالي نعم لصوت السكان الأصليين ولحقهم في تشكيل هيئة دستورية تطرح مقترحاتها في القضايا المتعلقة بهم، ونسأل الله عز وجل أن يديم السلام والتناغم والانسجام بين كل مكونات النسيج المجتمعي الأسترالي.