عاد القائد الإنقلابي الفريق عبد الفتاح البرهان من إرتريا في رحلة شبيهة بسابقاتها بعد محاولة مضنية وفاشلة بزيارات لعدد من الدول، للبحث عن سند كانت جميعها غير مثمرة، وبالرغم من أنه أراد بها الخروج من النفق ولكن يبدو أنها ستكون سببا في عملية الإغراق أكثر، لأنه وكلما إستمرت الحرب يوما واحدا، كانت خسائرها أكبر، إن كانت على الميدان أو بفقدانه للفرص المتاحة له الآن من المجتمع الدولي والدول العربية والافريقية
والبرهان الهارب من مصيره ستكون آخر محطاته التفاوض بلا شك، لكنه سيندم على وقت أهدره في الإستماع الي بقايا النظام البائد من جديد والتي هدفها في المقام الأول القضاء عليه
فالداخل والخارج يراقب تحركاته الآن بإمتعاض وهو يمارس هوايته المفضله في البحث بعيدا عن الطاوله، رجل مملوء بالطمع وحب السلطة ترهقه رحلة البحث عن إمكانية وجود مقعد له يعيد له الحكم، (حكم الأنقاض)
فأخطاء البرهان يقابلها طرفي المصلحة (الشعب السوداني والقوات المسلحة) بصمت حذر فالشعب حتى الآن لم يقل كلمته في الذي حدث وخطر إستمراره عليه فهل يعتقد البرهان أن الشعب صامت تارك له الأمر ليفعل مايشاء فيه، شعب سيقول كلمته غدا لماذا قُتل وشُرد ونزح وأُخرج كُرها من دياره ، ومن الذي تسبب في قتله، فالتفاوض ليس آخر همه وطموحه، حتى يمارس البرهان خديعته لنفسه في المماطلة فحتى بعد التفاوض سيدخله الشعب من جديد في بيدروم المحاسبة والمساءلة، متى ماشاء على كل جنح وذنب وجريمة
اما القوات المسلحة سيحاسبه فيها الآلاف الذين تركوا المؤسسة العسكرية للكيزان ليخوضوا حربهم ضد الدعم السريع
فكم عدد ضباط الجيش الذين هم خارج أرض المعركة!! إن كانوا في الولايات او خارج السودان كم عددهم في مصر وفي قطر، فلهؤلاء جميعا كلمة لم تقل بعد، مؤسسة عسكرية أجبرها البرهان على خوض الحرب دون أن يخبرها بساعة الصفر لأن المفتاح لم يكن بيده وليس هو الذي يحدد متى تبدأ الحرب لذلك هو لايستطيع الآن أن يحدد متى تنتهي !!
لكن ما يرفضه البرهان الآن سيبحث عنه غدا ولا يجده، فالذهاب الي المفاوضات برغبة خير من الذهاب لها بلا رغبة وميدان تتفاوت فيه مقاييس النصر والهزيمة الآن خير من أن تغادره وانت مثقل بذنبه
ومقار عسكرية ضحى لك الجنود بأرواحهم حتى لاتسقط خير لك من أن تذهب غدا للتفاوض وانت لاتستطيع أن تجزم على قبضتك عليها
شعب يرفع لا للحرب الآن وينتظر ذهابك للتفاوض لأجله، خير لك من أن يعلم غدا أنه لولا الضغوط الدولية لتركته يموت كله.
ليستثمر القائد فرص اليوم حتى لا يندم عليها غداً، فكل الذي يهرب منه قادم.
طيف أخير:
لا_للحرب
سنستمر في رفضنا لهذه الحرب وسنحّمل أوزارها للدعم السريع واللجنة الأمنية وفلول النظام البائد، جميعهم شركاء في الجريمة
الجريدة