أفرزت الحرب العبثية في السودان الكثير الظواهر السالبة وسط مكونات النسيج السوداني من قروبات موالية لنظام الانقاذ وأخرى مضللة ومبادرات مريبة وأسئلة محبطة. مع ذلك أحرص على الاطلاع على مايبث وينشر عن الأوضاع في السودان دون أن أسلم عقلي لمعطياتها بلا تمحيص أو تدقيق لازم لأفرز الخبيث من الطيب. إطلعت على إستبيان نشر في قروب من القروبات المجتمعية حول ما اعتبره ناشره تحليل لمسببات وأسباب مشكلة معاناة وتخلف السودان رغم موارده الهائلة ، وفق منهج سماه منهج التحليل الجذري!!. أورد ناشر نتائج التحليل مجموعة من الأسباب التي وصلوا إليها منها انعدام الوطنية وعدم التخطيط الاستراتيجي و الجهل والعصبية وعدم العدل في توزيع المراد وأنظمة الحكم الشمولية العسكرية والمدنية وعدم استغلال الموارد والفشل في إدارة التنوع والكسل والحسد. لا أدري كيف تم حصر هذه الأسباب عبر التحليل الجذري لكنه طلب من القراء المشاركة و الإضافة، إنني لا أتفق مع بعض الأسباب التي تلقي اللوم على شخصية الإنسان السوداني مثل الجهل والكسل والنظرة السطحية للحياة والإصرار على تضمين أنظمة الحكم المدنية ضمن الانظمة الديكتاتورية. يعرف القاصي والداني ان الأنظمة المدنية لم تترك الفرصة المستحقة لمارسة الديمقراطية وظلت الانقلابات العسكرية تقطع الطريق أمامها وتفرض أنظمة ديكتاتورية قاهرة. اخر هذه الانقلابات العسكرية انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م الذي قاده الفريق البرهان بمباركة من نائبة المقال محمد حمدان دقلوا “حميدتي” وهما من أشعلا هذه الحرب العبثية ليمارسا جرائهما ضد المدنيين العزل ويدمرا البنية التحية في العاصمة المثلثة وينقلا الحرب لمناطق أخرى في السودان ليصرفا أنظار العالم عن جرائمهما في قلب العاصمة. واضح ان انقلابهما كان ضد الجكومة المدنية التي شكلتها قوى الثورة الشعبية لكنهما فشلا في زرع اليأس في نفوس الثوار وإخماد جذوة الثورة، وأنهما يدركان تماماًً قدرة الشعب السوداني على إفشال مخططاتهما الاثمة واسترداد الديمقراطية والحكم المدني لبناء سودان السلام والديمقراطية والعدالة والكرامة الإنسانية.