لم اسمع أو الشاهد أسوأ من الإعلام الكيزاني الذي ينادي هذه الايام بحرق الخرطوم كلها بمن فيها في سبيل الوصول لنصر حاسم فاضحاً بذلك إعلام اللجنة الأمنية العسكري الذي انكر تماما قصف الطيران العسكري للعديد من الأبراج والمرافق الحيوية بالخرطوم والتي يعتقد بأن مليشيات الدعم السريع تتمركز فيها بكثافة متجاهلاً أن البني التحتية والأبراج التي يقوم بتدميرها من أجل ضرب مجموعة قليلة من الجنجويد هي ملك لهذا الشعب وأن قتل عشرة أشخاص داخلها لن يغير من مجريات الحرب شيئاً
هذا الأسلوب في القتال والذي يسمي المعارك الجبانة يستخدم عادة داخل أرض الخصم عند فشل المعارك المباشرة وقد تم إستخدام التعبير لأول مرة بعد ضرب أمريكا لهيروشيما بالقنبلة الذرية ويبدو أن جيشنا أصبح يعتبر الخرطوم ملك للجنجويد، عليه فأنه يقوم بتدمير بنيتها التحتية حتي لايتمكنوا من الإستفادة منها مستقبلاً وقد اكد ذلك إعلامهم الذي صار يطالب بعاصمة بديلة ويهلل ويكبر لضرب الخرطوم ومسحها من خارطة البلاد تماماً..
عند نهاية الحرب العالمية الثانية كانت برلين قد تدمرت تماماً، ولكن لم يطالب ألماني واحد بتغيير العاصمة الي مدينة اخري بل إجتهد الألمان لإعادة إعمارها مرة أخرى فإن كان الكيزان قد (قنعوا) من الخرطوم ويفكرون في صناعة عاصمة جديدة لهم في بورتسودان أو مدني فان للخرطوم أهلها الذين لن يتخلوا عنها ابداً وسيعيدون إعمارها مرة أخرى، وستظل منارة كما كانت لكل اهل السودان شمالهم وجنوبهم، شرقهم وغربهم ولكن التأريخ لن ينسى تخلي الكيزان عنها يوما..
نعم الخرطوم أصابها الكثير من الضرر وهو أمر يسأل عنه طرفي القتال (الجنجويد والكيزان) وسيحاسبون علية عاجلاً أو آجلاً، ويجب ايضاً أن يحاسب معهم كل من ساهم وحرض علي هذا الدمار ومن يقودون هذه الفتنة باقلامهم المسمومة، فالفتنة أشد من القتل
الأقلام الوطنية الحرة لم تنحاز منذ الطلقة الأولى لطرف من المتصارعين على الحكم بل ظلت تنادي بوقف هذه الحرب والجلوس لمائدة الحوار والإحتكام لصوت العقل وإعادة الديمقراطية التي دفع شباب هذه الوطن ثمناً غالياً للوصول إليها وهي لن تتراجع عن هذا المطلب رغم التخوين الذي تلاقيه أحياناً وتظل تدعوا كافة الأقلام الوطنية للدفع بالحقيقة مجردة فهذه الحرب ليس فيها رابح بل الخاسر الوحيد فيها هو الشعب السوداني
عصب للاذكياء:
البرهان لن يستطيع الذهاب لنيويورك دون المرور من جده وهناك في جده سيتغير الكثير
والثورة مستمرة
والقصاص أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء..
الجريدة