قد يقول قائل إذا نظرت إلى مصائب الاخرين تهون عليك مصيبتك خاصة مع الاثار المدمرة لزلزال المغرب وفيضانات ليبيا لكنني أقول إن مصيبتنا في السودان أكبر.
ليس بمقياس حجم الخسائر البشرية والمادية لكن بسبب استمرار الحرب العبثية وسوء تقدير الانقلابيين الذين جعلونا نظن وبعض الظن إثم أن هذه الحرب يؤججها شياطين الإنس والجن الذين لاينتمون لهذا البلد الطيب أهله.
إنني لا أتحدث عن غرباء أقحموا أنفسهم في هذه الحرب التي استهدفت المواطنين في بيوتهم ومؤسسات الدولة ومراكز الخدمات الصحية والتعليمية والبني التحتيةدون جدوى وكأنه لايهمهم سوى القتل والسلب والنهب.
يعلم القاصي والداني أن الإخوة الأعداء المتحاربين كانوا شركاء في انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر2021م الذي استهدف تعطيل الحراك الثوري نحو استكمال مهام الثورة الشعبية وعرقلة مسار التحول الديمقراطي المدني السلمى.
إنهما أيضاً من أججا الحرب العبثية التي طال أمدها دون أن يحققا مرادهما وسط غموض حير المراقبين والمحللين خاصة بعد اختفاء حميدتي وخروج الفريق البرهان من الخرطوم فيما استمرت حرب شياطين والإنس والجن في قتل المدنيين وتدمير العمران دون جدوى.
الثابت الوحيد في هذا المشهد المأساوى هو الرفض التام لعودة سدنة نظام الإنقاذ المباد الذين لانشك في إشتراكهم إن لم نقل قيادتهم لكل أنماط التامر ضد ثورة ديسمبر الشعبية مع استمرار جذوة الإرادة الشعبية القادرة على هزيمة كل الانقلابيين.
نعم مصيبتنا أكبر لكن يقيننا يزداد مع كل فجر جديد بأن النصر للشعب المعلم المسالم وأن الديمقراطية عائدة وراجحة مهما طال السفر.