نقاط بعد البث
الابتسامة في عز الكآبة!.
تناقلت الأنباء الواردة من الميديا الرقمية، خاصة في الواتساب والفيس خبراً مصحوباً بالفيديو من مدينة بورتسودانً ، مفادة أن أحد المواطنين أقدم على محاولة للانتحار من على بناية عالية بقلب المدينة، وعلى عكس ما درج أهل السودان عليه في تقديم كل ما من شأنه إثناء المواطن اليائس من خطوة تنفيذ ما نوى عليه، فإن الفيديو والخبر المصاحب له يبرز أن جميع المواطنين الذين تجمعوا تحت البناية الضخمة التي صعد إليها (المواطن المغلوب على أمره)، قد طالبوه بتنفيذ ما نوى عليه بأقصى سرعة!، صائحين فيه بألا (يتلف) أعصابهم أكثر مما هي عليه، في ظل حرب ضروس يشاهدون فصولها دون أن يقووا على التماسك فيها أو استقبال مآسي ومحن أخرى هم في غنى عنها، وأن لهم أشغال أخرى (أهم من حياته) يجب ألا يصرفهم عن آدائها !. وهو ما يعني في (أبشع وأخطر المعاني) أن أهل السودان بدأت تنتابهم الآن كإنعكاس نفسي لما يجري في بلادهم (أحاسيس تتقاطع تماماً مع نجدة من يطلبها، وغيرها من تلك المتعلقة (بضيف الهجوع عشو) ونحوها من قيم وشيم وأخلاقيات رفيعة تتعلق بتقديم العون والنجدة والمساعدة لمن يطلبها ويحتاجها!.
ورغم أن الخبر الوارد مصحوباً بالفيدو لم يوضح لنا ما أفضت إليه الأمور ومصير ذاك المواطن المغلوب على أمره، وما إن نفذ (قراره) أم لا (والذي نرجوا أن يكتب له الله السلامة)، إلا أن كل ذلك (ذكرنا) برواية شبيهة نوعاً!.
فقد حدث وأن أقدمت جماعة كارلوس ( الذي لجأ إلى نظام الجبهة الاسلامية واستقر بالخرطوم التي أعلنت مناصرتها لشعب فلسطين وحماية من يفدي فلسطين في بداية سنواتها ، وفيما بعد أقدم نظام الجبهة الاسلامية بتسليمه لاحقاً لفرنسا في إطار صفقة كريهة كعربون توبة من أهل الاسلام السياسي في سبيل فك الحظر الاقتصادي عنهم!)، قلنا أن كارلوس وجماعته أقدموا على احتجاز جميع وزراء خارجية الدول العربية والذين كانوا مجتمعين في فندق الهيلتون، في سنوات مايو ثمانينيات القرن الماضي على ما نذكر إن لم تخنا الذاكرة ـ ولسنا بالمتأكدين من التاريخ ـ وكان مطلبهم الأساسي هو إطلاق سراح عدد من الفدائيين الفلسطينيين المعتقلين في الأردن على ما نعتقد، أو شئ من هذا القبيل، ثم هددوا بإعدام كل الوزراء اذا لم تستجاب مطالبهم وفوراً!، مصرحين أنه وبعد الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم التالي سيقدموا على اغتيال وزير على رأس كل ساعة ورميه من الطوابق العليا!.
قبل الواحدة من ظهر ذاك اليوم، تجمعت حشود ضخمة من السودانيين أمام الهيلتون في انتظار التنفيذ. وكان السودانيون يعيشون وقتها في أتون حياة قاحلة ومميتة مع ديكتاتورية عسكرية تقترب رويداً من مصادرة حتى النفس الذي يضخه المولى العزيز لرئات و خياشيم أهل السودان!.
عند مرور عشرة دقايق من الوقت المحدد لتنفيذ التهديد، بدأت (الصفافير) وارتفاع الصياح) من الحشود المتجمعة لبدء التنفيذ، كإستنكار ـ وبأعلى الأصوات ـ لتأخير وعد المختطفين بالتنفيذ، وكان حشدهم يخاطب الخاطفين بينما يشيرون لساعات معاصمهم قائلين لهم ( الحكاية شنو،، الوكت جا،، يالله ابدوا شغلكم)!.
hassangizuli85@gmail.com