من اليمين لليسار: شريف مختار- نورالدين عثمان- حسين حسن- يوسف عمر (المحتفى به)- البشرى عبدالحميد- محجوب ىدم (كاتب المقال)- سيد مراد- صلاح فضل- محمد جاموس
عندما تكون في معية جهابذة الصحافة وأهل الإعلام ؛ فقد حيزت لك أحاديث العارفين يديرونها كيف يشاؤون ، ويمتعونك بما يقولون .. هكذا كان حالي في صالون الإعلامي القدير د. حسين حسن حسين ، وقد أحاط وصحبه الأخيار بقيادة المستشار البشرى عبد الحميد ، بأحد كهنة الصحافة هو الأستاذ يوسف عمر .. كان في خاطري عندما دعيت لأن أكون بينهم أن اللقاء لن يتعدى اجترار ذكريات صحفي كبرت سنه وتقدم عمره؛ فوطنت نفسي أن أجبرها على تحمل ما يقدمه في زمن قُدِّر أن لا يزيد على ساعة .. وبدأ الحديث .. وهو يهبط بنا أودية من الذكريات ويعلو بأطايبها .. يشاركه صوته ارتفاعاً وانخفاضاً ، ويديه ، وجلسته ، ونقاطه التي أحسن تحضيرها ، وانفعالاته .. كان يؤرخ لصحافتنا وإعلامنا ويوثق لأعلامنا في الصحافة من تلقى عنه أو زامله أو التقى به ، ويستخلص النتائج .. كان يسأل حين يتوقع ما يخطر في أذهاننا ، ويجيب بما يبعث فينا الطمأنينة .. كان يعرف إنها لحظة تاريخية لمن أحاطوا حوله ، ولن يتسنى لهم مثيلها ؛ فأتقن وتجلى .. وانقضت الساعات ، وكاد صبر ابني ينفد ، وهو ينتظر أن اتصل به عند انتهاء اللقاء ليعود بي أدراجي ؛ فأقبل يسعى وجلس بيننا .. وقد ظننت أني من بين جلسائه من يطلع على ما أسهب فيه لأول مرة ..
في مداخلة الحضور الجميل تنبهنا أن مثل هذا الحديث ينبغي أن يسجل ، ويطبع لئلا يضيع تاريخنا الثقافي ، وليقدم خبرة عملية مفيدة لشبابنا من قبيلة الصحافة والإعلام ، ولمن يأتي بعدهم ..
تنبهنا إلى ضرورة أن يكرس تجمع الصحفيين بتوثيق خبرات الرعيل الأول في مجالات الثقافة المختلفة
تنبهنا إلى ضرورة أن تقدم مثل هذه الخبرات عبر قنواتنا الفضائية بعد الإعداد الجيد لها
ولكن لما رفع ابني يده للمداخلة أوشكت أن أشير عليه بالسكوت لبعده عما كانت عليه الجلسة من مجال ؛ فإذا به يتساءل : لماذا لا نجد توظيفاً عملياً لمنصات التواصل الالكترونية كاليوتيوب ونحوها لتقديم مهارات وخبرات المختصين في كل مجال ؛ أسوة بما يجده في هذه المنصات ولأهميتها ..
شكراً لك أيها الحسين .. فقد اتحت لنا جلسة ما منظور مثيلها ..