في قعدة سودانيه محضورة على شرف الصحفي المخضرم الأستاذ يوسف عمر، استمتعنا بسرد شائق قدمه عن مسيرته الصحفية منذ تخرجه في كلية الإعلام بجامعة أم درمان الإسلامية في أول دفعة في عام 1970م.
وتطرف إلى مشواره الصحفي الذي بدأ من مدني، ثم التحاقه بجريدة الأيام التي تدرج في وظائفها حتى شغل سكرتارية التحرير، وعدها منزله، ولا يمل الحديث عنه، وتطرق بخلفية خبرة تراكميه في بلاط صاحبة الجلالة التي عشقها وبموسوعية عن محطات للصحافه السودانيه خلال أنظمة حكم متعاقبة، وعن شخصيات ورموز إعلامية وصحفية تركوا بصماتهم في مسيرة الصحافه السودانية، وتحدث عن فترة عمله في السعودية في عدد من الدور الصحفية، وأهمها صحيفة الجزيرة، ثم غرفة القصيم، ولم ينس تجربته في مسقط، وما وجده من تكريم هناك، حتى عاد للسودان، الذي وجد فيه الأمور قد تغيرت، والصحافة لم تعد بذلك الألق الذي تحدث عنه في أيام الأيام.
وتحدث عن كتبه، ومنها كتاب حصاد تجربة، وكتاب وضعه على نحو فريد حوى مواد شتى، من بينها ملخصات لعدد من الكتب القيمة، وله اصدار قيد الطبع عن فريق المريخ العريق الذي له بصمة في مسيرة الرياضه في السودان ..
تحدث المحتفى به بحب شديد عن بعض أساتذته، ومنهم الدكتور كامل الباقر مدير جامعة أم درمان الإسلامية، والبروفيسور علي شمو، والدكتور إبراهيم إمام، والدكتورة إجلال خليفة، وعن بعض زملائه، وخص بالذكر المصور جاهوري، وتساءل: لماذا مصور مبدع مثله لا يدرس في كلية الإعلام، كما أشاد بالمصمم عبدالجابر الذي يراه شريكاً في نجاحه في عمله سكرتيراً للتحرير.
ولعلي أستعير هذه الفقرة من صفحته في الفيسبوك، حيث أكدها في حديثه، إذ يقول: “نعم عملت مع أنظمة شمولية فى العهد المايوي، ولم انتم للاتحاد الاشتراكي، وبجهدي كنت أصغر سكرتير تحرير فى تاريخ مسيرة جريدة الأيام، وانتهى بي الأمر – في سبيل أن ابقى بعيداً عن الانتماء- إلى الهجرة منتصف الثمانينيات إلى سلطنة عمان، وكنت يومها فى الق وتوهج حين استحال الاستمرار. وكان الخلاف بيني وبين رئيس مجلس إدارة الايام يومها أنني لا أكتب فى السياسة، ولمحاولة بعدي عنها كان اختياري للعمل فى سكرتارية التحرير، وحرمت نفسي من السفر مع الرئيس نميري للخارج للبعد عن الكتابة فى السياسة، وكان غيري يسعي بشتى الطرق ليحظى بذلك، ولم أسافر معه إلا لحضور عيد العلم بجوبا..!!”.
ورد الأستاذ يوسف عمر على مداخلات الحضور، التي تمحورت حول مسيرته الصحفيه والمعوقات التي تجابه الصحافة السودانيه، ورؤبته حول كيفيه النهوض بها من نقطة الصفر بعد نهاية الحرب.. .. طرحت اقتراحات بناءة لتطوير العمل الصحفي والإعلامي للصحفيين السودانيين في المملكة من خلال الإصدارات الألكترونية، وتغطية النشاطات المختلفة من ندوات وخلافها بتسجيلها بواسطة الفيديو كوثائق مع إمكانية ترويجها .