فندق خالد عمر يوسف القيادي بقوى الحرية والتغيير ادعاءات مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور بشأن الساعات الأخيرة قبيل نشوب حرب الخامس عشر من أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقد صرح مناوي بذهابهم في ليل الحادي عشر من أبريل هو ومجموعة من القيادات منهم جبريل إبراهيم وزير المالية إلى منزل عبد الرحيم دقلو بهدف خفض التصعيد بين الجيش وقوات الدعم السريع وحتى لا تنفجر الأوضاع بين الطرفين، وقال مناوي ظللنا في الانتظار في ساحة خارجية في فناء المنزل بدون أن ندخل إلى صالون الاستقبال، حتى الساعة 11:40، وصل عبد الرحيم على متن سيارة معروفة شعبياً باسم ”الشريحة“، وكان أمرا مثيرا للتساؤل بالنسبة للحاضرين، وبحسب مناوي فإن القيادي في تحالف قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي خالد عمر يوسف نزل من ذات السيارة لكنه عاد بسرعة إلى داخلها، وأضاف علمنا لاحقاً أن الواثق البرير وياسر عرمان وطه عثمان القيادات في التحالف كانوا داخل السيارة. يقول مناوي ”دارت أسئلة كثيفة في تلك اللحظات لكن رجحنا أن تكون اجتماعات للاتفاق الإطاري“.
ومن جهته رد خالد عمر يوسف على ذلك الحديث قائلا:
يبدو أن السيد مني أركو مناوي لم يرق له تكشف الحقائق حول حقيقة حرب 15 أبريل، وافتضاح أمر أصدقائه الجدد وطبيعة دورهم في اشعال الحرب وإعاقة مجهودات إيقافها، والإدانة الدولية التي عززت من صحة المعلومات حول دورهم في هذه الحرب، فقرر أن ينتفض للدفاع عنهم بإثارة الغبار بقصص مليئة بالإيحاءات والتلميحات ذات الغرض الذي لا يخفى على العين.
وأضاف الذي حدث بالفعل هو أن مجهوداتنا لمنع حدوث الحرب لم تتوقف يوماً، وتكثفت في الأيام التي سبقت الحرب، وكانت أهم محاولة هي الاجتماع الذي نجحنا فيه في جمع البرهان وحميدتي مساء 8 أبريل بمزرعة بالخرطوم بحري، والتي تم فيها الاتفاق على إجراءات تهدئة بينهم، واتفقنا معهم على اجتماع آخر بين قيادة العمليات من الجيش والدعم السريع يوم 9 أبريل يتوج بتصريح إعلامي مشترك بين الرجلين يعلن التهدئة وخفض التوتر. وأوضح أنه لم يعقد اجتماع 9 أبريل بسبب اعتذار قائد الجيش بداعي المرض يومها، مما فاقم من انفجار الأوضاع وإزدياد التصعيد وعقبها إرسال الدعم السريع لقوات لمروي وهو ما كان يؤشر بوضوح لاقتراب اشتعال الحرب.
وتابع خالد عمر يوسف بالقول: واصلنا مساعينا وقتها والتقينا قائد الجيش يومي 9 و 10 أبريل، وسعينا مجدداً لعقد لقاء بين الرجلين ولكن قائد الدعم السريع حينها قال بأنه لن يجلس مجدداً مع القائد العام للقوات المسلحة لأن الجيش اتخذ قرار الحرب بالفعل حسب تقديره حينها.
وفي مساء 11 أبريل ذهبنا للاجتماع مع حميدتي بمنزله ولم نجده بل وجدنا عبد الرحيم دقلو الذي قال لنا إنه ولظرف طاريء فقد تم تغيير مكان الاجتماع وبالفعل قمنا بالتحرك سوياً بعربة واحدة لمكان آخر اجتمعنا فيه مع حميدتي وتحدثنا عن التهدئة وطرحنا مقترحات للحل، وأخبرناه بمواصلة جهودنا مع القوات المسلحة لنزع فتيل التوتر. وبالفعل نجحنا في مساء 14 أبريل بالوصول لاتفاق بتشكيل لجنة ثلاثية برئاسة د. الهادي إدريس وعضوية اللواء خالد الشامي من القوات المسلحة واللواء عثمان عمليات من الدعم السريع، وهو الاتفاق الذي قطعت مواجهات صبيحة 15 أبريل الطريق أمامه.
وأوضح أن هذه هي القصة ببساطة وأن اجتماعاتهم مع حميدتي أو عبد الرحيم دقلو أو البرهان أو الكباشي في أي مكان كانت، لم تخرج إطلاقاً من سياق البحث عن سبل نزع فتيل الأزمة، مشيرا إلى أنهم جميعاً حينها كانوا منخرطين في عملية سياسية كانت في شوطها الأخير وعلى بعد أيام من توقيع اتفاق نهائي يؤدي لجيش واحد يخرج من السياسة ولحكم مدني يقود لتحول ديمقراطي، ولا مصلحة لهم بكل تأكيد في أي مواجهات مسلحة تقطع الطريق أمام ذلك.
وأضاف نحن لا نمتلك سلاحاً ولم نكن يوماً جزءاً من سلطة شمولية أو انقلابية.
وأكد أن الحقائق واضحة وناصعة ولن يتم تغطيتها بالإيحاءات والتلميحات، مشيرا إلى أن صحائفهم نظيفة ولن يستطيع أحد تلطيخها، وتابع بالقول: لصديقنا مناوي أقول … البلاد تحترق بحرب ضروس الآن، ودور قادتها هو اطفاء نارها ومناهضتها بالفعل والقول، ستتوقف هذه الحرب يوماً ونستعيد بلادنا التي نحب من براثن الدمار والخراب ونعيد بناءها على أساس جديد، وحينها اؤكد لك بأن المجرمين الحقيقيين الذين تآمروا لإشعال الحرب واستثمروا فيها لصالح أجندتهم الخاصة سيتم اقتيادهم لساحات المحاكم من أجل محاسبتهم على ما اقترفت أيديهم، حينها ستبقى الحقائق فقط وتختفي البهلوانيات الصغيرة التي لا قيمة لها.
لأ مكان لكم بعد الحرب في السودان