*قلنا أكثر من مرة أننا نحتاج للتوقف عند بعض المحطات التاريخية في بلادنا وفي العالم المحيط بنا لأنه يؤثر فينا كما نؤثر فيه الأمر الذي يجعلنا نهتم بما جرى في هذه المحطات لنأخذ منها العبر ونحن نعبر للمستقبل مستصحبين إيجابيات االماضي ومتجاوزين سلبياته.
*لن أتوقف فقط عند يوم العبور – حرب أكتوبر 1973 بين مصر وسوريا من جهة والعدو الإسرائيلي من جهة أخرى – ولكنني سانتقل بكم من محطة خارجية إلى محطة داخلية ومن محطة تاريخية إلى محطة آنية نعيشها ونحتاج لدروس التاريخ كي نعبرها بسلام.
*نبدأ أولا بالحديث عن علاقة القوات المسلحة بالسياسة التي ظهرت بشكل سافر في التاريخ المعاصر في الثالث والعشرين من يوليو 1952 في مصر عند ما إستولى الضباط الأحرار على الحكم وأسقطوا الحكم الملكي وبدأوا في إحداث تغيير جذري ، دون أن نغفل الأخطاء التي صاحبتها في الداخل بغياب الديمقراطية أو في الخارج بمحاولة تصدير التغيير كما حدث في اليمن الأمر الذي صنف ضمن عمليات التدخل في شؤون الغير.
*لذلك ونحن نتحدث عن روح العبور ، هذه الروح التي نحتاجها في حياتنا العامة والخاصة للعبور من حالة اليأس والقنوط إلى حالة الأمل والرجاء ومن حالة التخلف والفقر والقهر الى حالة النمو والرخاء والعدل والحرية والسلام ، فأننا لابد ان نتوقف عند الأخطاء التي أثرت سلباً على عملية العبور مثل ثغرة الدفرسوار التي تسببت في أن يطوق الجيش الإسرائيلي الجيش المصري الثاني الميداني بسبب أوامر الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات رغم رفض القادة الميدانيين أمثال الفريق سعد الدين الشاذلي قبل ان تتدخل الولايات المتحدة الامريكية ومجلس الأمن لاصدار قرار بوقف كل العمليات العسكرية.
*نسترجع هذا التاريخ لإيماننا بأهمية القوات المسلحة ودورها في الدفاع عن حياض الأوطان وللتوقف عند بعض الأوضاع التي تم فيها إستغلال القوات المسلحة في قيام انقلابات عسكرية لصالح أجندة سياسية ولننبه الى الأخطار التي يمكن ان يسببها التدخل في شؤون الآخرين عسكريا مهما كانت درجة القرب منهم .
*لهذا أيضا لم تنقطع المساعي لتأمين التوازن الإثني المطلوب للقوات المسلحة في بلدان متعددة الأعراق ، لكن للأسف فإن الخيبات السياسية أسهمت في قيام حركات مسلحة جهوية وقبلية سواء تلك التي قامت من قبل أو تلك التي مازالت تحمل السلاح تحت مظلات جهوية وقبلية ، ولعل الخطأ القاتل في إتفاق نيفاشا 2005 ترك القوات المسلحة للحركة الشعبية قائمة بذاتها الأمر الذي أسهم في تعزيز خيار الإنفصال.
*لذك كان ومازال حرصنا على قومية القوات المسلحة التي ينبغي أن تستوعب كما كانت منذ قيام قوة دفاع السودان كل مكونات الأمة في صفوفها لأنها صمام الأمان لـ(العبور) ببلادنا إلى بر السلام والأمان والإسهام الإيجابي في تأمين الحراك السياسي الديمقراطي السلمي وحماية الوطن من كل المهددات الخارجية والداخلية.