مايحدث في السودان أمر محير لايشبه السودان ولا أهله خاصة في ظل تداعيات هذه الحرب العبثية التي جعلتنا نظن وليس كل الظن إثم أن الذين أججوها ليسوا سودانيين.
نقول هذا ليس بالمعنى الإثني أو المجتمعي إنما بالمعنى السلوكي والأخلاقي ولا غرابة في أن نصنفهم بأنهم من شياطين الإنس والجن بأفعالهم وجرائمهم المشهودة التي لا تحتاج إلى لجان تحقيق تغرق الحقيقة في بحر اللجان والمطاولات والدسدسة المعروفة.
ليس هذا فحسب فإننا على اقتناع بان ما يحدث السودان معروف وواضح ولا يحتاج لخبراء استراتيجيين لكشفه ولا إلى وساطات ولجان تتوالد بلا جدوى مثل الأحزاب والكيانات التي تمددت عقب انتصار الثورة الشعبية.
ليس معنى أننا من انصار الإنكفاء تحالف أصم نعتبره عصا سحرية تنجز التغيير الثوري المنشود، دون أن نفرط في الحق البائن الذي شهدنا مولده وخبرنا سيرته السياسية قبل أن تتامر عليه قوى الردة التي تجمعت ضد الثورة الشعبية وافلحت في إشعال الحرب العبثية المتمددة بلا نتيجة للحفاظ على السلطة الانقلابية التي استولوا عليها بالقوة.
نحن بنارك الجهود التي بذلتها قوى الثورة الشعبية لوقف الحرب واسترداد الديمقراطية بانفتاح صادق مع الذين جنحوا للسلم ولم يتلوثوا بانقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر2021م ومع الملتزمين حقاً وصدقاً بالتحول المدني الديمقراطي دون مزايدة او شروط فوقية.
السودان ليس في حاجة إلى تحالفات جديدة أو خرائط طريق مستنسخة و ولا أوصياء على الحكومة المدنية الانتقالية لأن خارطة الطريق للسلام والديمقراطية والعدالة والحياة الحرة الكريمة واضحة، وكل المطلوب تكثيف الحراك السياسي الذي بدأ بالفعل بالتنسيق مع المبادرات الاقليمية والدولية الهادفة لوقف الحرب ودعم التحول المدني الديمقراطي لتسليم السلطة الانتقالية للحكومة المدنية ونحن على يقين تام بان النصر للإرادة الشعبية مهما تضافرت قوى الردة والبغي والعدوان والظلم والطغيان.