خلال هذا الأسبوع تقترن ذكرى الثورة الأولى، الرائدة ، وهي تخطو نحو عامها الستين،بذكرى آخر حلقات الردة على نهج الثورة. ما يطرح على جدول أعمال الثورة،حتمية تعميق جذريتها باجتثاث جذور الردة،في سياق النضال الجاري لإسقاط انقلاب البرهان،ليكون آخر الانقلابات.
خلال هذا الأسبوع تقترن ذكرى الثورة الأولى، الرائدة ، وهي تخطو نحو عامها الستين،بذكرى آخر حلقات الردة على نهج الثورة. ما يطرح على جدول أعمال الثورة،حتمية تعميق جذريتها باجتثاث جذور الردة،في سياق النضال الجاري لإسقاط انقلاب البرهان،ليكون آخر الانقلابات.
ربما ” كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل “، وفق رؤيا الشاعر محمد المكي ابراهيم ، لكن الأكيد أنه في ظل توالي تسلط أنظمة الاستبداد السياسي والديني ،ومنذ ذلك الحين ، تحولت الثورة ،ومنذ ذلك الحين، إلى أسلوب حياة للسودانيين والسودانيات.
فالمعارضة التي رافقت الانقلاب العسكري الأول، منذ مولده في 17 نوفمبر 1958،والتي تكللت بالظفر في 21 اكتوبر 1964،أصبحت امثولة تلهم نضال الشعب السوداني، في مواجهة الانقلابات اللاحقة في مايو 1969 ويونيو 1989 وابريل 2019 -اكتوبر 2021.وبالتالي،لم تكن المواجهة الجريئة مع انقلاب البرهان سوى بعض من تجل الثورة الرائدة.
الأكيد ،أيضا ،إن في مجرى الانتفاضة الشعبية المستمرة، منذ أكثر من خمس سنوات ،تتجدد ثورة أكتوير،بسلميتها وتقاليدها الثورية، وتتجلى في قوة التصميم والعنفوان وصلابة الإرادة الشعبية.
.ومع بروز مطالب جديدة،مع مرور الزمان وتعاقب الحكومات العسكرية ،والتحاق قوى اجتماعية جديدة بالثورة،إلا أن الديموقراطية والحكم المدني،والسلام وعودة العسكر للثكنات، ظلت تتصدر شعارات وأهداف الثوار،طوال السنوات اللاحقة لانتكاسة أكتوبر، وعودة الانقلابيين للمشهد السياسي.
ما هو جوهري،تتوارثه أجيال الثوار من تجربة أكتوبر، وما يتوهج من مشعلها على مشارف ذكراها ، وما ظل يلتمع في مليونيات ثورة ديسمبر، هو تجليات الوعي المتقدم الذي اكتسبته جماهير الشعب،و تراكم الخبرة النضالية ،والإيمان الراسخ بحتمية إنتصار الشعب ،الممزوج بالاستعداد العالي للتضحية،وهزيمة الدكتاتورية العسكرية مهما طال الأمد.