من الصعب الكتابة عن أمسية ثقافية محشودة بالفقرات التحليلية والشعرية والغنائية مثل الأمسية التي نظمتها مجموعة سودانيون ضد الحرب باستراليا مع الشبكة السودانية الأسترالية للدعم والمساندة .
بدأ الأستاذ بكري جابر بتعريف مختصر عن الذين نظموا هذه الأمسية ضمن الحراك المجتمعي والرسمي الذي بدأوه منذ اشتعال الحرب العبثية في السودان لوقف الحرب ومساعدة المتضررين منها بمن فيهم العالقين الذين ينتظرون تيسير إجراءات التأشيرة للدخول في الدول المضيفة.
اول المتحدثين في هذه الأمسية الدكتور مجدي اسحق الطبيب الاستشاري النفسي في مركز نورث وست بلندن وقدم مداخلة نوعية حول دواعي الاحتفال بثورة أكتوبر٦٤ الشعبية في السودان وسط انتشار مشاعر الإحباط والتداعيات المأساوية للحرب ودافع عن الاحتفاء بها وبالتجارب الإيجابية في تاريخنا لأنه يعزز الوعي الثوري الموضوعي .
أكد الدكتور مجدي أن التغيير الثوري تنجزه الإرادة الشعبية التي أثبتت دومآ أنها قادرة على إسقاط الديكتاتوريات عبر الأدوات السلمية و اوضح أهمية الاستعداد الجيد لإحياء الطاقة الإيجابية اللازمة لتحقيق التماسك المجتمعي والتعامل مع الواقع الممكن وليس المفترض والا نقع فريسة حملات التخذيل المتعمدة عبر الإشاعات والأخبار المضللة التي تهدف لزعزة التوازن الذاتي اللازم للتماسك المجتمعي.
حذر الدكتور مجدي من التجاوب السلبي مع الإشاعات المغرضة والأخبار المضللة التي وصفها بالجراثيم التي ينبغي القضاء عليها بدلا من نشرها في الجسم المجتمعي.
كما ذكرت كانت الأمسية حافلة بالمداخلات السياسية الحية مثل مداخلة الناشط السياسي هشام عباس الذي أكد أهمية إحياء روح الثورة الشعبية لاسترداد الديمقراطية مع الإستفادة من أخطاء التجارب السابقة ودعا قوى الثورة الحية للتوحد لتصحيح المسار.
تحية مستحقة لشاعر السودان والثروة أزهري محمد علي الذي اثرى الأمسية بباقة من قصايده المحفوظة في وجدان الشعب والشاعر بابكر الوسيلة الذي حرص على المشاركة من القضارف رغم سوء الشبكة عبر تسجيل صوتي والتحية موصولة للفنان طارق ابو عبيدة الذي قدم مجموعة من الاغنيات وللكوميدي محمد تروس رغم انه لم يقدم عرضا كوميديا إنما قدم سردا لحكاية من تأليفه وخياله.
كلمة أخيرة اقولها لكل الذين اسهموا في تنظيم هذه الأمسية وتقديمها أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الأستاذة نفيسة الحاج والدكتورة سالي ولكل الذين لم نذكرهم ونامل ان ينجح الحراك السياسي الذي انتظم هنا وهناك في وقف الحرب واسترداد الديمقراطية وإكمال مهام الانتقال للحكم المدني الديمقراطي.