أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، السبت(4 نوفمبر 2023م)، سيطرتها على مقر الجيش في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، ما يحكم قبضتها على المدينة، مشيرةً إلى أنها ستتجه للفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ومدينة بورتسودان الساحلية شرقي البلاد التي تحتضن مقرات حكومية.
وبحسب قناة “الشرق” قالت القوات في بيان على منصة X (تويتر سابقاً)، إنها “حررت الفرقة 15 مشاة، (التابعة للجيش السوداني) في الجنينة بولاية غرب دارفور بكامل عتادها العسكري”، مؤكدة أن “الجنينة ستظل آمنة”.
وأعلنت في منشور آخر، أنها ستتجه عقب ذلك إلى الفاشر وبورتسودان المطلة على ساحل البحر الأحمر، والتي نقلت الحكومة السودانية أغلب مقراتها إليها.
من جهته، شدد القائد الثاني لقوات “الدعم السريع” عبد الرحيم حمدان دقلو على أن أمام القوات “تحدٍ كبير يتمثل في تأمين الولاية”، داعياً “المنظمات لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين”.
وتعد القاعدة العسكرية في الجنينة، الثالثة التي تعلن قوات الدعم السريع السيطرة عليها خلال أسبوع، بعد قاعدة زالنجي عاصمة وسط دارفور، ونيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور وثاني أكبر مدينة في السودان.
واعترف “التحالف السوداني”، وهو جماعة مسلحة تقاتل إلى جانب الجيش، في بيان صدر “حول أحداث قيادة الفرقة 15 بالجنينة” بالخسارة، لكنه أكد أنه سيواصل قتال قوات الدعم السريع، وأن “خسارة معركة لا تعني خسارة الحرب”، فيما لم يعلق الجيش السوداني على الأحداث.
ومنذ أسابيع، تتقدم قوات الدعم السريع نحو قواعد للجيش في إقليم دارفور الذي يعاني أصلاً من تداعيات عقود من النزاع والفظائع التي ارتكبتها جماعات مسلحة من بينها ميليشيا الجنجويد التي انبثقت منها قوات الدعم السريع، بحسب وكالة “فرانس برس”.
ويأتي تصاعد القتال، بعدما استؤنفت المحادثات بين وفدي الجيش والدعم السريع في مدينة جدة، وسط آمال بأن تُحدث الوساطة السعودية-الأميركية اختراقاً في موقف الجانبين، لطي صفحة الحرب الدامية، والانخراط في إجراءات من شأنها وقف القتال، وانسياب المساعدات الإنسانية، واستئناف الحياة الطبيعية مجدداً.
أزمة إنسانية
لكن المدنيين السودانيين يواجهون منذ أشهر ما وصفه منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن جريفيث بأنه “أحد أسوأ الكوابيس الإنسانية في التاريخ الحديث”.
وقال موظفو الإغاثة إن آلاف اللاجئين وصلوا إلى تشاد منذ أن بدأت قوات الدعم السريع مهاجمة الجنينة الأسبوع الماضي، لينضموا إلى أكثر من 500 ألف سوداني فروا من هناك منذ بدء القتال بين الدعم السريع والجيش في أبريل الماضي.
ويتهم السكان المحليون في الجنينة قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها باستهداف الآلاف من قبيلة المساليت وقتلهم، ونهب المنازل والأسواق واغتصاب النساء، في حين تنفي قيادة الدعم السريع هذه الاتهامات، وتقول إنها ستقدم إلى المحاكمة أي فرد تثبت إدانته بارتكاب انتهاكات.