يجب ان لا يسبب عدم التوصل الى وقف اطلاق النار احباطا ويأسا من نجاح المنبر، هناك ترتيبات على الارض يجب ان تكتمل اولا حتى يضمن الوسطاء نجاح وقف اطلاق النار الذي حتما سيتم في نهاية المطاف، أفادت مصادر بأن الوسطاء يرغبون في التأكد اولا من ان قيادات الجيش وقيادات الدعم السريع قادرة فعليا على السيطرة على قواتهم في الميدان وحسم اي تفلتات لضمان وقف اطلاق نار ناجح لا ينهار سريعا اسوة بالهدن في بداية الحرب، الالتزامات المنصوص عليها حول ايصال المساعدات الانسانية وفتح الممرات الامنة هي اختبار للجيش والدعم السريع في مدى تحكمهما في قواتهما، والشيء الايجابي في البيان الصادر عن الخارجية السعودية اليوم بشأن التفاوض هو اجراءات بناء الثقة التي وافق عليها الجيش والدعم السريع هي:
- إنشاء آلية تواصل بين قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
- احتجاز الهاربين من السجون.
- تحسين المحتوى الإعلامي لكلا الطرفين، وتخفيف حدة اللغة الإعلامية.
- اتخاذ إجراءات حيال الأطراف المثيرة للتصعيد والمؤججة للصراع.
على أن يتم تنفيذ هذه الإجراءات بالتوازي.
مؤكد يتطلع ضحايا الحرب الى وقف طويل لاطلاق النار ويرغبون به اليوم قبل الغد، وهذا سبب خيبة الامل التي اصابت كثيرين فور سماع خبر الفشل في وقف اطلاق النار، وهذا يؤكد ان السواد الاعظم من الشعب متعلق بالسلام باستثناء الأقلية الكيزانية التي لا زالت تراهن على حل عسكري هو ابعد ما يكون عن الواقع.
اما الرشد والتعقل والبحث عن حل سلمي عبر التفاوض واما حرب طويلة ستنهي باحد خيارين: اكتساح الدعم السريع لما تبقى من السودان وفرض أجندة المنتصر، واما تقسيم البلاد لو تدخلت اطراف اقليمية بكامل ثقلها.
الجيش انهزم لاسباب بنيوية وهيكلية لا يمكن معالجتها في وقت قصير ، سبب الهزيمة ليس خيانة البرهان كما تردد ابواق البلابسة هذه الايام بكثافة، سبب الهزيمة هو غياب القضية العادلة ومن ثم ضعف الارادة القتالية، وهو جرثومة الفساد الضارب بجذوره في المؤسسة الامنية والعسكرية الكيزانية مما جعل كثيرا من عناصرها يبيعون ولاءهم بالمال للدعم السريع فيحصل منهم على اخطر المعلومات، وهو الانقسام العميق في صفوف الكيزان انفسهم! لا توجد ادنى مقومات لانتصار عسكري على الدعم السريع ، ولذلك ليتهم يرشدون ويجتهدون في انجاح المفاوضات قبل ان يذهب شرق السودان في طريق دارفور وقبل ان تلحق ولاية نهر النيل والجزيرة بمصير الخرطوم.