غيب الموت الفنان الموسيقار محمد الأمين، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية الأحد (12 نوفمبر 2023م).
ونعى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الموسيقار محمد الأمين، وقال إن مجلس السيادة إذ ينعى الموسيقار محمد الأمين، إنما ينعى للشعب السوداني رمزا من رموز الفن والثقافة، حيث تميز الفقيد بالإبداع والفن وإثراء مكتبة الأغنية السودانية بالعديد من الألحان.
وولد الموسيقار محمد الأمين حمد النيل الطاهر الإزيرق في (20 فبراير 1940) في قرية ودالنعيم التي تبعد ٢٠ كلم جنوب غرب مدينة ودمدني بولاية الجزيرة.
وهو متزوج من السيدة سعاد مالك وأب لعدد من الأبناء.
وقد جذبه إلى عالم الموسيقى والغناء منذ نعومة أظافره.
ويعتقد الموسيقار د. الفاتح حسين أن نشأة محمد الأمين في السودان المصغر- ولاية الجزيرة – وتأثره بفنون تلك المنطقة التي جمعت كل أهل السودان وهم محملون بثقافاتهم الغنائية والصوفية المتنوعة.
تلقى محمد الأمين تعليمه الأولي في مدارس ودمدني.ولقد شاء القدر أن يكون في مدرسة الشرقية الأولية أستاذ محب للموسيقى ويجيد العزف على العود هو الأستاذ السر محمد فضل الذي تعهد لمحمد الأمين وعلمه كيفية العزف على العود. بيد أن ظروفه الصحية ومعاناته مع ضعف حاسة البصر تسببت في عدم إكماله مسيرته حينها.
كما جاءت بداية مشواره الفني بأنه التحق في عام 1960 م بموسيقى شرطة النيل الأزرق التي كان على رأسها الموسيقار محمد آدم المنصوري.
كما أسعفته اللحظة بوجود عدد مقدر من أميز العازفين حينها في ودمدني مثل الموسيقار حسين بطرى.
وقد برع محمد الأمين حينها في أداء أغنيات لفنانين سبقوه إلى سدة الغناء، مثل عبدالكريم الكابلي ومحمد وردي، مما أثقل فى قدراته الصوتية الكبيرة وغكسبه شعبية وجماهيرية واسعة في ودمدني. فاحب الجمهور أدائه لأغنية بدور القلعة وجوهرها من كلمات صلاح عبدالسيد ولقد كانت تذكرة العبور الأولى لمحمد الأمين أغنية (أنا وحبيبي) من كلمات الشاعر محمد علي جبارة حيث قام بتلحينها وأداها بصورة جميلة مكنته من إجازة صوته في الإذاعة السودانية والعبور للمستمعين. ثم كان ظهوره في برنامج أشكال وألوان الذي كان يقدمه الأستاذ أحمد الزبير، وتقديم أغنية (حرمان وأمل) للشاعر رضوان محمد أحمد و وجدت أذان كثيره بشرت بموهبة قادمة من أرض الجزيرة.
ويعتقد الموسيقار والعازف أسامة بيكلو أن لونية ألحان الأمين كلاسيكية في شكلها من وجود المقدمات الموسيقية والمقاطع المختلفة، وأنه متأثر جداً بالمدرسة اللحنية للأستاذ المصري محمد عبد الوهاب الذي كان تأثيره كبيراً من حيث الأغنيات الكبيرة التي أدتها الفنانة أم كلثوم.
لقد تغنى محمد الأمين بكل ألوان الغناء الوطني والعاطفي والتراثي إلا أنه في كلها أظهر مقدرات فائقة على جعل المستمع له يتبين جمالها الأخاذ.
الأنشودة الوطنية
وقد تسلم محمد الأمين وهاشم صديق جائزة الدولة التقديرية من وزير الإعلام عبدالماجد أبوحسبو على عمل الملحمة ١٩٦٦م.
ويعتبر الأستاذ محمد الأمين أول من تغنى لثورة أكتوبر، فبعد شهر واحد فقط من الثورة لحن نشيد للأستاذ فضل الله محمد الذي كتبه داخل السجن الحربي أثناء اعتقاله قبل إنهاء الحكم العسكري لعبود .
و خرج فضل الله وفي معيته النشيد الذي قام بالتغني به إبن منطقته ( ود مدني) الأستاذ محمد الأمين ، وهو نشيد أكتوبر واحد وعشرين.
ثم شارك الأستاذ محمد الأمين بأوبريت الملحمة “قصة ثورة” التي هي من كلمات هاشم صديق، مع الفنانين خليل إسماعيل وعثمان مصطفي وبهاء الدين أبوشلة والفنانة الكردفانية أم بلينة السنوسي، وكان هذا في ذكرى ثورة أكتوبر بحضور الزعيم إسماعيل الأزهري والسيد محمد أحمد المحجوب، ١٩٦٦م.