ندّد مارتن غريفيث، منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة الإثنين(13 نوفمبر 2023م)، ندد بأعمال العنف الشديدة ضدّ المدنيين في السودان، مطالبًا بإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها بدون عوائق، ولا سيّما لمنع تفشّي وباء الكوليرا.
ومنذ أبريل الماضي يشهد السودان صراعًا دمويًا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو” حميدتي”، راح ضحيته الآلاف من المدنيين، وتسبب بنزوح مئات الآلاف من مدن رئيسية كالعاصمة الخرطوم.
وبحسب قناة (العربي) قال غريفيث خلال المنتدى الإنساني حول السودان: إنّه بعد ما يقرب من سبعة أشهر على اندلاع الحرب فإنّ ما يقرب من 25 مليون شخص في السودان يحتاجون الآن إلى مساعدات إنسانية.
وشارك في المنتدى خصوصًا ممثّلون عن طرفي النزاع في السودان، و قال غريفيث أمامهم: إنّ ما نحتاج إليه بشدّة هو الوصول الآمن وبدون عوائق حتى نتمكّن من الوصول إلى جميع الأشخاص المحتاجين.
وشدّد على أنّ الوصول يمثّل مشكلة خطيرة. فمنذ منتصف أبريل، تمكنّا من إمداد 4.1 مليون شخص فقط بالمساعدات المنقذة للحياة – أي أقلّ من ربع الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدتنا.
وكان طرفا النزاع تعهّدا الأسبوع الماضي عقب محادثات في السعودية بتحسين وصول المساعدات الإنسانية، وكلّفا الأمم المتحدة بإنشاء هذا المنتدى لتسهيل تنفيذ هذه الالتزامات.
وشدّد المسؤول الأممي في كلمته على أنّ “النساء والفتيات يحملن عبئًا ثقيلًا بشكل خاص، إذ يواجهن مخاطر مروّعة على سلامتهنّ، بما في ذلك الاغتصاب والاختطاف”.
وأضاف أنّه يعتقد أنّ “أكثر من 10 آلاف سوداني لقوا مصرعهم” منذ منتصف أبريل الماضي حين اندلعت الحرب بين الجنرالين.
وطالب غريفيث على وجه الخصوص بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى بعض المناطق المتضرّرة من الحرب وكذلك أيضاً من وباء الكوليرا، وفي مقدّم هذه المناطق ولايتا الخرطوم وجنوب كردفان. ودعا المسؤول الأممي إلى سرعة حلّ هذه الأزمة “قبل أن يخرج الوباء عن نطاق السيطرة”.
وقال غريفيث: بالإضافة إلى إمكانية الوصول، يجب اتّخاذ تدابير ملموسة لتنفيذ الالتزامات والتعهّدات المتعلقة بحماية المدنيين.
وأضاف: لقد روّعتني التقارير الرهيبة عن العنف الشديد ضد المدنيّين، بما في ذلك هجمات على أساس العرق وعنف جنسي. هذا الأمر يجب أن يتوقف على الفور.
وفي الأسبوع الماضي، قالت منسّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، إنّ العنف في السودان يكاد يقترب من الشرّ المطلق.