عيـّن أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، الجمعة، وزير خارجية الجزائر السابق رمطان لعمامرة مبعوثاً شخصياً له إلى السودان، فيما تسلم البريطاني إيان مارتن قيادة عملية المراجعة الاستراتيجية للبعثة الأممية لدعم الانتقال “يونيتامس” والتي طالبت الخرطوم بـ”إنهائها فوراً”.
وكان السودان طالب جوتيريش في رسالة وزعها، الخميس، على مجلس الأمن الدولي، بالإنهاء “الفوري” لبعثة “يونيتامس” في البلد الذي مزقته الحرب، واصفاً أداء البعثة بـ”المخيب للآمال”
وبحسب قناة (الشرق) قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام في مؤتمر صحافي، إن الأمم المتحدة استلمت خطاباً من الحكومة السودانية أعلنت فيه قرارها بإنهاء عمل بعثة “يونيتامس” في السودان التي من المقرر أن ينتهي تفويضها في الثالث من ديسمبر المقبل.
واعتبر دوجاريك أن الحكومة السودانية “أعلنت أيضاً التزامها بالانخراط بشكل بناء مع مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة بشأن صيغة جديدة متفق عليها”.
وأشار دوجاريك إلى “إعلان الأمين العام تعيين إيان مارتن لقيادة عملية المراجعة الاستراتيجية لبعثة يونيتامس بهدف تزويد مجلس الأمن بخيارات بشأن كيفية تكييف ولاية البعثة لتناسب السياق الحالي بشكل أفضل”.
إيان مارتن هو ناشط حقوقي ومستشار بريطاني في مجال حقوق الإنسان، إذ سبق أن تولى في منتصف ثمانينات القرن الماضي منصب الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، كما عيّن في أبريل 2011 كممثل خاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وذلك حتى أكتوبر 2012.
ولفت دوجاريك إلى أن “الأمين العام للأمم المتحدة عيّن لعمامرة مبعوثاً شخصياً له إلى السودان”، مشيراً إلى أن مقره الشخصي لن يكون داخل البلاد.
وأكد دوجاريك أن الأمم المتحدة “ستواصل الانخراط، بشكل وثيق، مع كافة الجهات الفاعلة، بما في ذلك السلطات السودانية وأعضاء مجلس الأمن لتوضيح الخطوات المقبلة”، مضيفاً أن “مجلس الأمن هو الذي يعطي الأمين العام تفويض إدارة البعثات السياسية وبعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة”.
وكان رمطان لعمارة صاحب الـ71 سنة قد تولى رئاسة الدبلوماسية الجزائرية منذ يونيو 2021 وحتى مارس الماضي، كما سبق له شغل المنصب بين 2013 و2017. وخلال الأسابيع الأخيرة لحكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بداية 2020 تولى منصب نائب رئيس الوزراء مكلفاً بالشؤون الخارجية.
وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس أعلن في سبتمبر الماضي، أنه سيتنحى عن منصبه، وذلك بعد أكثر من 3 أشهر من إعلان السودان أنه غير مرحب به بعد أن أشعلت الخلافات بين الأطراف المتناحرة فتيل الحرب.
رسالة السودان
وفي الرسالة الرسمية بالعربية المؤرخة، الخميس، والمرفقة برسالة بالإنجليزية من سفير السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث، أبلغ وزير الخارجية علي الصادق علي، الأمين العام للأمم المتحدة “طلب حكومة السودان من الأمم المتحدة بالإنهاء الفوري لبعثة يونيتامس” التي توظف مئات المدنيين منذ عام 2020.
وتم توزيع الرسالة التي اطلعت عليها “فرانس برس”، الجمعة، مساء الخميس على أعضاء مجلس الأمن أثناء اجتماعه لبحث النزاع في السودان.
وفي نهاية الاجتماع، حدث “تحول درامي” وفق الأمم المتحدة عندما أعلن ممثل الخرطوم “قرار الحكومة السودانية، وهو إنهاء البعثة”.
وبحسب الحارث، فإن البعثة “لم تعد تلبي احتياجات وأولويات” بلاده، مؤكداً في الوقت نفسه أن الخرطوم “ستواصل العمل بشكل بناء مع الأمم المتحدة”.
وجاء في رسالة وزير الخارجية أن “حكومة السودان ملتزمة بالانخراط البناء مع مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة حول صيغة جديدة مناسبة ومتفق عليها”.
وتابع أن “الغرض من إنشاء البعثة (كان) مساعدة الحكومة الانتقالية في السودان بعد ثورة ديسمبر 2018″، مضيفاً أن أداء البعثة في تنفيذ أهدافها “كان مخيباً للآمال”.
ومساء الخميس، دانت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا مارثا أما أكيا بوبي أمام مجلس الأمن اتساع نطاق النزاع في السودان إلى مناطق أخرى من البلاد التي تضم أصلاً أكبر عدد من النازحين في العالم.
وأشار مسؤول العمليات الإنسانية للأمم المتحدة مارتن جريفيث، الاثنين الماضي، إلى أنه بعد نحو 7 أشهر من الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، “يحتاج قرابة 25 مليون شخص في السودان حالياً إلى مساعدات إنسانية”.