تذكرت البرنامج التفزيوني عالي المشاهدة الذي كان يعده ويقدمه الراحل المقيم محجوب عبد الحفيظ رحمه الله تحت عنوان (الصلات الطيبة) وأنا أحضر برنامجاً ترفيهياً لبعض الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية من دار المايقوما بحديقة القرشي نظمته مجموعة (عشان خاطر عيونهم) .
كما تذكرت تجربتي العملية في سجن الفاشر ب (الخير خنقا) عندما كنت أعمل باحثاً إجتماعياً عندما كنت أخرج ببعض نزلاء سجن الفاشر الي ميدان الكرة بالساحة الموجودة امام سجن شالا ليمارسوا هناك مباراة لكرة القدم فيما بينهم ثم أعود بهم بعد المساء الى سجن الفاشر.
ما يربط بين هذه التجارب إنها جميعاً تتعلق بالعمل الإجتماعي الذي يبدوا في الظاهر وكأنه برنامج ترفيهي محض لكنه من صميم أعمال الخدمة الإجتماعية والتأهيل النفسي مع الفارق في الزمان والمكان والوسيلة المتبعة في كل .
لن أقف طويلاً عند التجارب الماضية بقدر ما يمكننا الإستفادة منها في مثل هذا البرنامج الطوعي لأن لكل تجربة إيجابياتها وسلبياتها خاصةعند التعامل مع الأطفال الأكثر حاجة للرعاية والعناية ، ولعل أكثر ما أخذ على برنامج الصلات الطيبة التلفزيوني هو(أسلوب التناول الإعلامي) لذوي الاحتياجات الخاصة رغم سلامة النية والهدف .
لذلك طلب مني من دعاني لحضور هذا البرنامج أن لا أتناوله في الصحف ، وهذا صحيح ..لأنه لايجوز تصوير هؤلاء الأطفال او نشر صورهم وأسمائهم في الصحف والأجهزة الإعلامية فهذه من إبجديات العمل الإجتماعي مع هذه الحالات .
لكنني أتوقف هنا للإشادة بالحماس الإيجابي لطالبات وطلاب كلية الهندسة بجامعة الخرطوم الذين تبنوا هذا البرنامج وقتها وتحملوا تكلفته بتبرعات رمزية تنادوا لها عبر موقعهم في الفيس بوك .
بدأ البرنامج بتلاوة من آيات القران الكريم تلتها طفلة من دار المايقوما ، وتضمن البرنامج الترفيهي التربوي أسئلة بسيطة عن معلومات عامة ومسابقات فردية وجماعية الأطفال تحت إشراف وتوجيه طلاب كلية الهندسة الذين وزعوا بعض الجوائز الرمزية للفائزين ولكل المشاركين .
من بين الجوائز التي قدمت مجلات أطفال ، و كان امراً طيباً أن يتنافس الأطفال على إختيارها وإقتناتئها حسب رغبة كل منهم، و توجيههم بأن يتبادلوا قراءتها فيما بينهم في الدار .
التحية مستحقة لمجموعة (عشان خاطر عيونهم) الذين جعلوا شعارهم (عشان عيون أطفالنا ما تضوق الهزيمة) فقد أجتهدوا قدر إستطاعتهم في إدخال الفرح الى نفوس الأطفال بالخروج معهم من(حبسة) الدار والترفيه عنهم بهذا الأسلوب الذي يغذي فيهم الروح الجماعية ويهئ لهم أسباب العودة الطبيعية الى المجتمع المحيط .
مثل هذا البرامج تحتاج الى الدعم والمساندة من المسؤولين بمثل هذه الدور ومن المسؤولين عن الرعاية والخدمة الإجتماعية ومن كل المهتمين بمستقبل الأطفال ومدهم بالمعينات الإجتماعية والنفسية وأن يشمل الدعم الملابس والأدوية وكتب مجلات الأطفال والألعاب المناسبة لأعمارهم لأنهم الأكثر حاجة للرعاية والخدمة الإجتماعية والسند النفسي .