سبق حاكم إقليم دارفور نشر اللقاء الذي جمعه بصحفيين وسودانيين بفندق (ريدسون بلو) بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا بتغريدة على تويتر سابقاً و(X) حالياً ، حذر فيها الصحفيين من تحريف حديثه لأغراض سياسية وشخصية قذرة.
ولم يكن حاكم إقليم دارفور بحاجة لهذا التحذير خاصة وأن اللقاء حضرته قنوات فضائية رصدته (صورة وصوت) وكذلك سجله الصحفيون وبثه الزميل سامي الطيب على صفحته مباشرة.
وللتأريخ قدم مناوي مرافعة جيدة وشرح رؤيته بطريقة واضحة وأجاب على الأسئلة بلباقة ولكن يبدو أن الجنرال كشف عن معلومات تصنف في دائرة (المكتوم) وعلى درجة عالية من السرية.
ولعل حديثه عن استمرار الاتصالات بينه وبين الدعم السريع منذ الحرب وحتى الآن وآخرها إتصال جرى بينه وقائد الدعم السريع وهو في أديس ابابا من أكثر المعلومات حساسية في هذا اللقاء المثير ، ولذلك حاول مناوي استباق النشر ولكنه لم يدر أن في عصر الشفافية والتنوير لا تنتظر (الميديا) نهاية الحدث ولكنها تنقل البداية والنهاية على حد سواء.
في المقابل الاتصال الذي جرى بين مناوي وحميدتي له دلالات عدة في هذا التوقيت وأهمها على الاطلاق أنه جاء في خضم التحشيد للقوات المشتركة في الفاشر للتصدي لقوات الدعم السريع التي تعتزم مهاجمتها وإسقاط الحامية العسكرية هناك.
أيضاً الملفت في هذا الاتصال أنه تم بعد مؤتمر صحفي عقده مناوي وجبريل وتمبور في بورتسودان أعلنوا فيه دعمهم للجيش والتنسيق معه عسكرياً مسقطين راية الحياد التي رفعوها منذ بداية الحرب ، وبرر مناوي في اللقاء عدولهم عن الحياد لضخامة الانتهاكات التي إرتكبتها قوات الدعم السريع في مقابل التي إرتكبها الجيش ولكن بحسب مناوي الخروج عن الحياد لا يعني الانحياز إلى الجيش وإنما حماية المدنيين.
من الواضح أن تصريحات مناوي ستحدث جدلاً واسعاً خاصة وأن الجنرال لم يقف عند الاتصال الذي جرى بينه وحميدتي بل توقع 3 سيناريوهات لنهاية الحرب ، أولها إذا إنتصر الجيش على الدعم السريع إنتصاراً كاسحاً فهذا يعني عودة دولة القمع والهياج والانتقام ، أما إذا انتصر الدعم السريع فهذا يعني ميلاد دولة مفككة بها دويلات في جبال النوبة وجبل مرة والنيل الأزرق وغيرها ، وحذر مناوي من يأتي السيناريو الثالث بذات طريقة الحوار التي كانت سائدة ما قبل الحرب والمحتكرة من قبل مجموعة محددة ، ورأى أن الحل في وقف اطلاق النار وحوار سياسي تشارك فيه كل القوى المدنية بلا إستثناء وأن يكون لدول الجوار الإقليمي دوراً فاعلاً في الحل وذلك بأن يتولى منبر جدة وقف اطلاق النار أما العملية السياسية تترك للإتحاد الافريقي والايقاد.
قدم مناوي كثير من المقترحات وشخص الأوضاع ووقف على مراحلها المختلفة منذ الحرب حتى الآن ، و(كشح الحلة) بكشفه اتصال حديث جرى بينه وحميدتي الذي ما زالت تتوفر قناعة لدى كثيرين بوفاته ، وبالمناسبة عندما شعر الجنرال أن المعلومة (قلشت) ضحك وقال (هذه حقيقة)!!
الجريدة