اعتمد مجلس الأمن الدولي أمس في جلسته القرار رقم ( 2715) الذي أنهى به ولاية بعثة الأمم المتحدة في السودان، إعتبارا من الثالث من ديسمبر 2023.
صدر القرار بأغلبية 14 عضوا، في المجلس المكون من 15 عضوا وامتناع روسيا عن التصويت
والقرار يضع النقاط على الحروف ويكشف ضبابية الموقف الدولي ليتجلى بوضوح أن السودان الآن يقف على عتبة إستقبال التدخل العسكري تحت البند السابع أو دخول قوات دولية لحفظ السلام ترسلها بعثة الأمم المتحدة بموافقة المجلس
ومجلس الأمن لا ينهي عمل بعثة سياسية إلا في حال تفاقم الأوضاع الإنسانية والسياسية، سيما في بلد تندلع فيها الحرب ويقع الشعب الآن تحت إمرة وتسلط الطغاة، فالبعثات السياسية تباشر وتواصل عملها في دول تتلمس خطى الإنتقال من الحرب إلى السلم، ولكن تحت وطأة الحروب وإتساع رقعتها وخطرها الذي ينذر بحرب أهلية تهدد الإستقرار والمنطقة اي بوجود إصرار قادة الصراع لنقل البلاد من السلم إلى الحرب، هنا تأتي قرارات المجلس تتعلق بالأرض لأن مثل هذا الخطر لن يوقفه قرار مكتبي لبعثة سياسية، وإنهاء البعثة هو مقدمة للتدخل الذي لاينقصه إلا جلسة جديدة لمجلس الأمن بقرار جديد
والقارئ الكيّس الفطن يلاحظ أن قرار إنهاء البعثة وقعت عليه أغلبية الدول عدا روسيا
و روسيا لم توقع عليه لأنها تعلم أن نهاية بعثة اليونتامس هو بداية تدخل عسكري في السودان سيمحو ملامح الحلفاء لها من الاسلاميين واللجنة الأمنية في السودان إلى الأبد
فقرار التدخل سيصدر أيضا بأغلبية هذه الدول التي ستوقع عليه مثلما وقعت على قرار إنهاء يونتامس ( ١٤ دولة عدا روسيا)، وبهذا سيكون أمرا واقعا بالأغلبية ترجح فيه الكفة مثلما رجحت الآن، إذن الإعتماد على الفيتو تلاشى بهذا الإجماع
والمصفقون لقرار إنهاء البعثة السياسية بإعجاب ضحل من الفلول هم لايعرفون دورها الحقيقي وطبيعة عملها كل مايعلمونه أنها ( بعثة فولكر)، لذلك أن هؤلاء يجب عليهم أن يتحملوا مسئولية التدخل العسكري، فالحقيقة الواضحة انك عندما ترفض بعثة سياسية فأنت تفتح الباب على مصرعيه أمام بعثة عسكرية ، يعني هذا أن لا تواصل غدًا تجهيلك للشعب وتخبره أن التدخل (كلو من قحت).
والأمم المتحدة بعد أكثر من عشرة تصريحات متتالية خلال اسبوعين عبرت فيها عن مشاعر الإستياء من الحل السياسي وتماطله ولمحت لخطوة بديلة قالت أمس الأول بلغة أخرى أكثر صراحة ووضوح (حان الوقت لتسمية الأشياء بمسمياتها في السودان لطالما أن الجنرالان يتجاهلان تمامًا مصلحة سكانهما في صراع خالص من اجل السلطة)
لذلك سمى أمس مجلس الأمن الأشياء بمسمياتها وأنهى عمل البعثة بصفتها بعثة دبلوماسية سياسية لإفساح المجال أمام بعثة عسكرية تناسب الوضع الحالي في السودان،
فأرقام القتلى ترتفع وتزداد عمليات النزوح ولا ممرات آمنة لدخول المساعدات والحكومة غير شرعية وغير معترف بها، ودمار للبنية التحتية، ومواطن يستغيث إذن ماذا بعد هذا سوى التدخل!!
و قلنا من قبل إن عشرة أيام كافية للكثير وتساءلنا عن ماهو القرار القادم بعدها، فالمهلة التي منحتها الوساطة لطرفي الصراع إنتهت الخميس ومجلس الأمن أصدر قراره الجمعة
ليبقي ماتبقى هو قرارات قادمة متتالية تأثيرها على ميادين المعارك سيكون واضحا وسريعا حتى يكون وقف إطلاق النار قرار لا رجعة فيه!!
طيف اخير:
لا_للحرب
إستفهام متكرر:
كيف يتم وقف إطلاق النار لحرب قرارها بيد الفلول؟!
لن يسبق قرار وقف النار، قرار إيقاف الفلول.
الجريدة