* حرصت في عام مضى على تلبية الدعوة التي وجهت لي من لجنة الاحتفاء بستينية العطاء للأستاذة سارة نقد الله التي أثبتت حضوراً فاعلاً في الحياة العامة، الأكاديمية والسياسية والمجتمعية.
* اسمحوا بإعادة نشره اليوم للمشاركةفي الاحتفاء بمحطات مختلفة في حياتها مساء اليوم السبت١٦ ديسمبر٢٠٢٣م بحديقة دار العلوم بالقاهرة السيدة زينب.
* تعرفت على والدها الأمير عبد الله عبد الرحمن نقد الله- رحمة الله ورضوانه عليه- عندما كنت أعمل باحثاً اجتماعياً بمصلحة السجون، وكان وقتها وزيراً للداخلية.. كنت أشاهده عندما يزور معرض السجون الذي كان يقام سنوياً، كانت تعرض فيه بعض منتجات النزلاء خاصة الأثاثات المنزلية التي كانت تتميز بمتانتها وحسن تصميمها.
* كانت علاقة من على البعد، لكنها كانت شاهدة على مرحلة طيبة من مراحل العمل في وزارة الداخلية، حينها كانت لمصلحة السجون كلية متخصصة تم فيها تخريج عشرات الضباط من مختلف الدول العربية والأفريقية، وكانت السجون مؤسسات للإصلاح والتقويم وإعادة التأهيل، دون أن يعني ذلك أنها كانت مبرأة من العيوب والسلبيات.
* كما قلت كانت هذه العلاقة التأريخية مع الوالد الأمير عبد الله نقد الله من على البعد، لكن قبل سنوات مضت عندما كنت مديراً لمكتب صحيفة الخليج الإماراتية بالخرطوم توطدت علاقتي بشقيقها الأمير عبد الرحمن عبد الله نقد الله، الذي كان حضوراً فاعلاً وقوياً في الساحة العامة، إلى أن أقعده المرض وهو في عنفوان شبابه بعد أن قدم بإخلاص وتجرد لوطنه كل ما يستطيع، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبله بواسع رحمته ويسكنه فسيح.
* تعززت علاقتي بالأميرة الأستاذة سارة ليس فقط باعتبارها مصدراً من مصادر الأخبار وإنما من خلال نشاطها المقدر في الجامعات والمنتديات العامة، خاصة منتدى الصحافة والسياسة الذي كان يقام دورياً تحت إشراف المكتب الصحفي للإمام الصادق المهدي عليه رحمةالله ورضوانه.
* لم أفاجأ عندما وصلت إلى قاعة نادي الأحفاد بالحضور النوعي الذي كان يمثل كل ألوان الطيف السياسي والنقابي والمجتمعي، من الرجال والنساء والشباب والكبار، وقد امتلأت القاعة حتى أحضرت كراسي إضافية لإجلاس الحضور فيما واصل البعض فقرات الاحتفاء وهم وقوف.
* الأميرة سارة واحدة من نساء السودان اللاتي استطعن شق طريقهن في الحياة العامة ببذلهن وعطائهن، ولا أدري لماذا تذكرني بالمغفور لها بإذن الله أم (الأمة) السيدة سارة الفاضل محمود تقبلها ألله بواسع رحمته واسكنهافسيح جناته، التي كانت تحرص أيضاً على المشاركة في إنجاح منتدى الصحافة والسياسة وفي حسن استقبال المشاركين فيه وإكرامهم .. ربما بسبب تماثلهما في قوة الشخصية والحضور الطاغي والبشاشة البائنة .
* لا يمكن حصر الكلمات الطيبات التي قيلت عنها في هذا الاحتفاء الفخيم الذي شرّفنا نحن معشر الصحفيين بحضوره والمشاركة فيه بكلمات طيبات من صاحب القلم الذهبي أستاذنا الكبير محجوب محمد صالح، إلى جانب كوكبة من أحبابها وحبيباتها في شتى مجالات العمل العام الأكاديمي والسياسي والمجتمعي.
* إنها كما قالت البروفسيرة بلقيس بدري في الكلمة التي ارتجلتها في الاحتفال شخصية توافقية، إنها سارة البارة بأسرتها وأهلها وأحبابها وحبيباتها والمواطنين كافة.