تجيء ذكرى ثورة ديسمبر الشعبية والسودان يعاني من ويلات الحرب العبثية التي أكدت وقائعها وتطوراتها ما قلناه منذ انقلاب البرهان والفلول والمرتزقة على الحكومة المدنية الانتقالية أنه إنقلاب ضد الثورة الشعبية والتغيير الثوري، ومازالوا يحولون.
إن تمدد الحرب العبثية في أكثر من منطقة من مناطق السودان يهدف في الأساس لإضعاف تماسك النسيج المجتمعي السوداني الذي انجز كل الثورات الشعبية وما زال مؤججوها يتامرون بشكل سافر لإحياء العصبيات الإثنية التي تجاوزتها الجماهير الثائرة في كل ربوع السودان.
لذلك قلنا حتى قبل إشعال هذه الحرب أن مايجري ليس صراعاً بين كيانين مختلفين إنما داخل كابينة فلول الانقاذ ومكوناتهم المصنوعة التي كانت أداتهم في حربهم ضد الشعب السوداني، لكننا نجاريهم بردود فعل تعزز أسباب الفرقة والانقسام وسط مكونات الامة السودانية الواحدة.
إن ماحدث في دارفور وفي كردفان وفي الجزيرة يؤكد أن هذه الحرب ليست بين قادة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع إنما هي حرب ضد المواطنين السودانيين الذين تضرروا عملياً جراء الاعتداءات الممهنجة المصحوبة بعمليات نهب وسلب واغتصاب وقتل عدمي بزعم أنهم سيقضون على جذوة الثورة الشعبية التي مازالت تقلق مضاجعهم.
صحيح ان الحراك الجماهيري تعطل نتيجة لهذه الحرب لكننا على يقين من أن شعلة الثورة الشعبية لم تخمد وما زلنا نعول على قوى الثورة الحزبية والمهنية والمجتمعية التي نشطت في الداخل والخارج لتفعيل الجهود الاقليمية والدولية الهادفة لوقف الحرب وتيسير التحول الديمقراطي وتأمين إنتقال السلطة للمدنيين لتعزيز السلام واسترداد الديمقراطية وبسط العدالة وانجاز برنامج الإسعاف الإقتصادي وقيام دولة المواطنة والكرامة الإنسانية.