نحو تطوير آليات شعبية لحماية المدنيين في غياب الحماية الداخلية والإقليمية والدولية
من تجاربي في ثلاث حروب شهدتها على مستوى قيادي ومع قادة كبار مهتمين بحماية المدنيين على رأسهم الدكتور جون قرنق، في حرب أولى استمرّت حوالي ٢١ عاماً ثم حرب أخرى في ٢٠١١-٢٠٢٠، والآن نحن في حرب ١٥ أبريل (حرب الفلول) التي قامت للقضاء على ثورة ديسمبر، هذه الحرب هي أم الحروب، ورغم ذلك غابت آليات الحماية الداخلية والإقليمية والدولية بعدم توصل اطراف النزاع لأي اتفاق، وتهدد الحرب ملايين السودانيات والسودانيين منهم الأطفال والمرضى وكبار السن.
في هذا الظرف يجب دعم وتطوير الآليات الشعبية ومخزون الحكمة في مجتمعنا ويجب أن يجتمع رجال الطرق الصوفية وقادة الكنائس وأهل الرياضة والمثقفين والمهنيين الإدارة الاهلية وغرف الطوارئ والتجمعات النسوية وممثلي النازحين وغيرهم لحماية المدنيين والتعامل مع واقع الحرب المرير وأطرافها، مثل ما تم ذلك في جنوب السودان والمنطقتين ودارفور وشرق السودان، ومازلت اذكر الاتصالات المستمرة بين دكتور جون قرنق والناظر سعيد مادبو وسليمان علي بيتاي وأخرين كثر بغرض التعايش وحماية المدنيين.
لذا ندعم ما تم في الهلالية ورفاعة وضرورة الالتزام به وندعم رسالة الطريقة القادرية فكل ذلك يصب في مخزون عظيم من مستودعات الحكمة عكس التحريض الإثني والقبلي الذي يريد أن يدخل المكونات الاجتماعية في محرقة الحرب، والمدنيين عليهم أن يبحثوا عن حماية انفسهم وان لا يبحثوا عن الحرب.
في غياب الحماية الاقليمية والدولية والممرات الآمنة والإغاثة فان مجتمعنا بقدراته الذاتية سيتولى ذلك إلى حين توفر تلك الحماية وتوفر رقابة اقليمية ودولية على الأرض لوقف العدائيات وتدخل الوكالات الدولية، يجب أن لا نعيد تجربة الخرطوم في التعدي على المواطنين وممتلكاتهم وبيوتهم ويجب أن يتوقف قصف الطيران على المواطنين الأبرياء في نيالا والخرطوم وغيرها.
أخيراً لا تستمعوا لنباح الفلول احموا انفسكم بالآليات المتوفرة ومخزون الحكمة الأجتماعي، فالإنسانية قبل السياسة.