المكتبة الثقافية بنادي القرية ٢٠ بحلفا الجديدة .. إنجاز كبير

هكذا دوما انتم أبناء و بنات القرية ٢٠ تصنعون المجد و تزرعون الأمل عبر مشروع أمل الباذخ و الكبير الذي يؤكد قدرتكم علي الانجاز ..
هكذا و بلادنا تعيش أزمة الحرب و الاحتراب و القتل و النهب ينطلق اهلنا في القرية ٢٠ عبر ناديهم العريق بمبادرة خلاقة بافتتاح مكتبة ثقافية بالنادي ليتيحوا فرصة القراءة و الاطلاع و التثقيف لكل مواطني القرية .. و هذا بلاشك انجاز و نجاح يضاف لكل النجاحات السابقة ..
كم كان مدهشا و مفرحا و دافعا قويا ذلك الشعار الذي حمله مشروع المكتبة
( أمة تقرأ محال أن تهزم )
شعار يحمل معاني و مضامين سامية و راقية … نحتاج لمثل هذه المشاريع و الشعارات في هذا الوقت العصيب و المرحلة الحرجة التي يمر بها وطننا .. حيث ان الوعي هو سلاحنا القاطع لانقاذ ما تبقي لنا من ارث و تاريخ بل ما تبقي لنا من وطن ..
هذه المبادرة الخلاقة تؤكد مدي عمق الوعي و الفهم الصحيح للمتطلبات و المطلوبات و تحديد الوسائل و الاليات في الوقت المناسب و عند الحوجة و الاحتياج ..
فضلا لا أمرا سوف اسطر بعض الرؤي و الافكار رغم انني لست في قامة من يقدم وينصح و يقترح و يفكر لهؤلاء الذين حققوا هذا النجاح و استطاعوا تسلق الجبال و الوصول الي القمة .. و لكن ارجو ان يفسحوا لي المجال و يسمحوا لي ان انال جزءا من فضل و ثواب هذا الانجاز عبر هذه الافكار المتواضعة امام مشروعهم العملاق ..
يا ليت يتم جعل هذه المكتبة منصة ثقافية وفق مفهوم اجتماعي شامل تلتقي و تجتمع فيه كل انماط و أنواع الابداع الثقافي يتاح فيها لكل افراد المجتمع من مختلف الشرائح فرصة المعرفة و المشاركة و التفاعل حيث ان المكتبات العامة تعتبر عنصر فاعلا لصياغة ثقافة المجتمع من خلال فتح فرص التواصل و التفاكر و تعلم المهارات و التعلم الذاتي للفرد ليتحول الي مبدع و ملم بقضايا مجتمعه ..
و لنجعل من هذه المكتبة وسيلة لحفظ الارث الثقافي الخاص بكل مجتمع عن طريق تشجيع الكبار لكتابة و تسجيل ماضي و تاريخ المجتمع و احداثه و عاداته و تقاليده و كتابة شجرة الانساب لخلق التواصل بين الاجيال .. و تشجيع الشباب و دفعهم نحو الكتابة و تطوير الحفظ و الارشفة و رقمنة المكتبة و البحث و التوثيق ..
التشجيع علي تأسيس فروع للمكتبة في الاحياء او دعم المكتبة نفسها من الافراد بالمساهمة من خلال وقف الكتب الخاصة بهم للمكتبة حتي يستفيد الجميع منها .
الدور المهم و الاكبر لمثل هذه المكتبات يتمثل في اكتشاف أصحاب المواهب و القدرات المختلفة من كتابة و رسم و موسيقي و غيره و ابراز هذه المواهب و تطويرها و صقلها عبر التدريب و التشجيع ..
لاشك ان هذه الجهود المقدرة لابد ان تهدف الي جعل الثقافة نمط حياة المجتمع و يسهم في خلق فرد يتمتع بالمام معرفي ثقافي يرفد جهود الاخرين في تحقيق مجتمع واعي و مثقف و قادر علي النهوض و التطور .. و نستطيع عبره بناء وطن حر ديمقراطي يتوفر فيه الامن و السلام و الحرية و العدالة .. وطن خال من الحروب و القتل …
التحية لكل الذين وقفوا خلف هذا الانجاز من ابناء و بنات القرية ٢٠ ..
و التحية للاستاذ القامة و المربي الجليل محمد صالح قاسم و هو ما زال و رغم ظروفه الصحية يواصل و يؤدي رسالته في تربية و تعليم الاجيال و يساهم في نهضة و وعي المجتمع … له الصحة و العافية .. و يا ليت يتم تكريمه في احتفال يليق به و بمكانته و دوره بتضامن و تعاون اهله بالقرية ٢٠ و القرية ٢٤ ..
و كذلك التحية للسبد عبد الرحمن البشير و نتمني له دوام الصحة و العافية ..
و لا شك ان السكرتارية الثقافية لنادي القرية ٢٠ و مجلس ادارة النادي يستحقون الميدالية الذهبية و درع الانجاز فلهم التحية و التقدير . ..
و التحية ثم التحية لكل اهل القرية ٢٠ شيبا و شبابا و نساء و رجالا ..
و يا ليت تعمم هذه الفكرة و تنطلق هذه المبادرة في كل قرانا بحلفا الجديدة …
و التحايا النواضر …
محمود أكمنتود
ديسمبر ٢٠٢٣