هل سيمثِّلُ البرهانُ الكيزانَ أم الجيشَ في المفاوضاتِ المزمعة مع حميدتي ؟!
• من يعرفُ عقليةَ (الكيزان) عموماً، وبالجيش خاصةً، وعقلية الدعم السريع، بإستصحاب ما تم من مفاوضات سابقة بينهما حتى الآن، يستطيع أن يتنبأ، بسهولة، ببعض ما يمكن أن يحدث في اللقاء المزمع بين (سائس الخيول) البرهان والجنرال حميدتي، في حال تم هذا اللقاء الوشيك !!
• البرهان، في الأصل، ومن خلفه مُلَّاك الخيول، يريد ويتمنى خروج الدعم السريع بالكليةِ من المقار العسكرية والمدنية والسيادية التي إستولى عليها، ومن كل مدينة أحتلها، وأن يرجع الوضع إلى ما قبل ١٥ أبريل (يرجع هكذا وبس) ولكن لأنه يعلم، وجماعته يعلمون، أن محاولة (إملاء) مثل هذه (الأماني) من طرفٍ خاسر هو أمرٌ مستحيل، ولا يتم إلا بتفاوضٍ وإتفاق مع اليد العليا، ولهذا يظل (يتحجج) بحكاية خروج الدعم السريع من بيوت المواطنين، ظناً منه أنها تظل تذكر الناس بإعتداء الدعم عليهم، وستُحرِج الدعم السريع، وأنها على أقل تقدير تجعل الشعب يلتف حوله، وليظهر أن قلبه على شعبه، غير أنَّ هذه محاججةٌ باطلة ومفضوحة، وكلمة حق مخاتلة يتمنى بها (برهان الكيزان) أن يحقق نصراً في المفاوضات عجز عن تحقيقِه في الميدان !!
• الأهم من كل ذلك، فهل خروج الدعم السريع من بيوت المواطنين، إذا حدث، سيتيح للجيش مثلاً أن يتقدم نحو مقاره وثكناته المحتلة؟! وهل سيجلب له نصراً على الدعم السريع؟! وهل هذا سيعود بالوضع إلى ما قبل ١٥ أبريل، يوم نشوب الحرب، ما لم يكن هناك إتفاقٌ شاملٌ بإنهاء الحرب كلها ؟!!
• وعليه، فإذا ذهب البرهان إلى المفاوضات بصفته سائس خيول الكيزان، وغير متحللٍ من عِقالهم، ومن (قبضتهم المخلبية) فسيكون لجاجُه الرئيس، وكما كان، هو خروج الدعم السريع من بيوت المواطنين، كما قلنا، وهو يعلم أن هذا اللجاج حتى ولو وافق عليه الدعم السريع، فلن يكونَ إلا فقرةً واحدةً في متنِ كتاب الإتفاق الكبير.
• وأما الدعم السريع فالغالب أن موقفه سيكون ليس بعيداً عما كان، وكذلك مطالبه، وربما سيتوسع في (قسوتها) فقط كونه متفوقاً عسكرياً حتى الآن، وستدور أغلبها حول (إستئصال) الكيزان ومنها: الإعتراف ببدء الكيزان للحرب، وتأجيجهم لنارها، وبمسؤوليتهم عما ترتب عنها، وسيطالب بتشليح الكيزان من الجيش، والقبض على زعماء الكيزان الهاربين الذين أطلقهم البرهان من السجون، وبمحاكمتهم، إلى آخر هذه المطالب (الإستئصالية الكيزانية) !!
• الإيقاد ينتظر منها محاولة تقريب وجهات النظر المتباعدة، وهذا دورها المأمول والمتوقع..
• وأما نحنُ فسيظلُّ موقفنا، كموقف غالب الشعب السوداني، عدا البلابسة طبعاً، وهو وجوبُ (فرضِ) إيقافِ هذه الحرب فرضاً، وفوراً، إنقاذاً لأرواحٍ ستهلك، ودرءاً لخرابٍ سيعم، ومنعاً لدمارٍ سيقع في كل يومٍ يمضي على هذه الحرب الملعونة وهي مستعرة !!