قال محمد حمدان دقلو ” حميدتي” إن قوات الدعم السريع الباسلة تمكنتْ من تحقيق انتصارات عسكرية كبيرة وواسعة، كانت دليلاً على كفاءتنا القتاليّة العالية، وبياناً عملياً على التزامنا بقضايا الشعب العادلة، وعهدنا إلى شعبنا أن تنتهي هذه الحرب الى صالحه قريباً وبناء دولة المواطنة المتساوية بلا تمييز.
وأكد حميدتي في خطاب موجه للشعب السوداني بمناسبة عيد الاستقلال المجيد أن قوات الدعم الباسلة مصممةٌ وقادرةٌ على ملاحقة الانقلابيين، المستنفرين، الذين يدقون طبول الحرب، أينما وجدوا في بلادنا.
وأضاف بعد تسعة أشهر من الانتصارات العسكرية المتواصلة، وهزيمة العدو في الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة، يجب عليهم الإقرار علناً بأنهم قد خسروا هذه الحرب وفشلوا فيها، وعليهم التوقف عن الاستنفار والقتال وتدمير البلاد والتمهيد لإنهاء الحرب وبدء العملية السياسية.
نص الخطاب:
*خطاب الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع للشعب السوداني بمناسبة الذكرى الثامنة والستون للاستقلال *
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
الشعب السوداني الصابر والصامد.
أهنئكم بالذكرى الثامنة والستون للاستقلال المجيد كما نهنئ الاخوة في الطوائف المسيحية بأعياد الميلاد.
تأتي هذه المناسبات والسودان يعيش أسوأ أزمة في تاريخه وشعبه يعاني يواجه ظروفاً إنسانية استثنائية.
لقد دخلتْ الحرب المفتعلة والمدمرة شهرها التاسع. حيث تمكنتْ قوات الدعم السريع الباسلة من تحقيق انتصارات عسكرية كبيرة وواسعة، كانت دليلاً على كفاءتنا القتاليّة العالية، وبياناً عملياً على التزامنا بقضايا الشعب العادلة، وعهدنا إلى شعبنا أن تنتهي هذه الحرب الى صالحه قريباً وبناء دولة المواطنة المتساوية بلا تمييز.
الشعب السوداني العظيم.
إن قوات الدعم السريع الباسلة مصممةٌ وقادرةٌ على ملاحقة الانقلابيين، المستنفرين، الذين يدقون طبول الحرب، أينما وجدوا في بلادنا. وبعد تسعة أشهر من الانتصارات العسكرية المتواصلة، وهزيمة العدو في الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة، يجب عليهم الإقرار علناً بأنهم قد خسروا هذه الحرب وفشلوا فيها، وعليهم التوقف عن الاستنفار والقتال وتدمير البلاد والتمهيد لإنهاء الحرب وبدء العملية السياسية.
الشعب السوداني الكريم.
لقد أنتجت هذه الحربُ أزمات إنسانية واجتماعية، واقتصادية وسياسية كبرى، أبرزها الأوضاع الإنسانية السيئة، والانقسام الاجتماعي، وما صاحب ذلك من خطاب للكراهية، وإثارة النعرات والفتن العنصرية، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتَوَقُّف الإنتاج والإنتاجية في معظم انحاء البلاد، وتدمير البنية التحتية الأساسية، وانهيار حكومة الأمر الواقع، التي كانت تدير البلاد بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر.
ومع استمرار الحرب وتحقيقنا للانتصارات المتواصلة على الانقلابيين، وازدياد الأزمات الناتجة عنها، فإن السؤال الذي يدور في أذهان السودانيين هو: أين نتجه من هنا ؟ وما هو مستقبل السودان؟ وللإجابة على هذا السؤال من جانبنا، فإننا نجدد ونؤكد للشعب السوداني والعالم الآتي:
أولاً:
- إننا أُجبرنا على خوض هذه الحرب بسبب التزامنا الصارم والصادق بالعملية السياسية، التي كانت سوف تقود إلى حكم مدني والانتقال لبناء سودان جديد قائم على قيم الحرية والعدالة والسلام، وهي قيمٌ لا يمكن تحقيقها إلا في ظل نظام ديمقراطي حقيقي تكون السلطة فيه قائمةٌ على الإرادة الشعبية.
وكما أكدت في مناسبات عديدة فإن هدفي الوحيد هو إقامة سودان ديمقراطي ينعم بالسلام ونحن على استعداد لتقديم أي تضحيات من أجل تحقيق هذه الهدف.
ثانياً:
وبعد تسعة أشهر من القتال، نجدد تمسكنا بالحكم المدني، وبناء وتأسيس سودان على أسس عادلة، لأن ذلك هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار السياسي والحرية والوحدة الوطنية في بلادنا.
إن الطريق الى مستقبل مشرق لبلادنا العزيزة يمر عبر انجاز التغيير والتحول، ويجب أن يكون هذا التحول ديمقراطياً وواقعياً ومستداماً، لا نريد تكرار أخطاء الماضي ونحن نعلم أن هذا هو طموح شعبنا وهو أيضاً طموحنا نحن لذلك علينا كقادة سودانيين أن نحقق هذا الطموح.
وهنا نؤكد إننا نسعى الى التغيير وضمان احترام إرادة الشعب، وليس الوصول إلى السلطة بالقوة، كما يروج لذلك الانقلابيين. ولو كان هدفنا هو السلطة، أو الاستمرار فيها، لتحالفنا مع قيادة الجيش، التي تعادي التغيير.
ثالثاً:
- قوات الدعم السريع لا تنوي ولا ترغب أن تكون البديل للجيش السوداني، الذي تم تدميره بالتسييس والمحسوبية والفساد. لكننا نؤكد ونتمسك بمبدأ تأسيس جيش جديد مهني وقومي، لا يتدخل في السياسة، ويخضع منذ اليوم الأول لتأسيسه للسيطرة والرقابة المدنية.
اسمحوا لي أن اذكر بحقيقة أساسية وهي أن السودان ملك للسودانيين. لا يوجد مواطنون درجة أولى والأخرون درجة ثانية لذلك فإن تصرف البعض كأنهم يملكون السودان لن يحقق السلام والاستقرار لبلادنا.
رابعا:
انخرطنا في التفاوض منذ اليوم الأول في منبر جدة وأكدنا موافقتنا والتزامنا بمخرجات اجتماع رؤساء الايقاد رؤيتنا أن هذ المفاوضات لا ينبغي لها أن تدور حول أجندة أي مجموعة بعينها، وأن ترتكز على تحقيق مستقبل السودان ويجب أن تؤدي الى حل شامل يضم جميع السودانيين.
- ندعو القوى المدنية الديمقراطية الحقيقية وقادتها، الذين أثبتوا أنهم مع انهاء الحرب وبناء الدولة الجديدة القائمة علي انقاض الحقبة الاستعمارية الوطنية القديمة، أن يتخذوا خطوات جدية من أجل الانخراط في حوار ينهي الحرب ويقود الى تشكيل حكومة تلبي طموحات الشعب. سوف يكون الطريق هذه المرة معبداً لبناء دولة سودانية جديدة خالية من هيمنة النخب ومخططاتهم ومكايدهم المعروفة لأفشال كل خطوة نحو التحول إلى نظام سياسي ودستوري جديد في السودان.
المواطنون الاعزاء
- نحن في قيادة قوات الدعم السريع نعبِّر عن بالغ وعميق أسفنا وحزننا لأهلنا الطيبين، على الانتهاكات الواسعة، التي وقعت بحقهم خاصة في ولاية الجزيرة. لقد بذلنا في الأيام القليلة الماضية جهوداً مكثفة ومتواصلة من أجل السيطرة على المتفلتين، وهم لا علاقة لهم بالدعم السريع، وسوف نستمر في ذلك من منطلق مسؤوليتنا الوطنية والأخلاقية.
المتفلتون هم عدو لنا، تماماً كالعدو الذي نحاربه منذ الخامس عشر من أبريل. وكما سيطرنا عليهم في ولايات دارفور، التي تنعم الآن بالأمان والاستقرار، سوف نسيطر عليهم في ولاية الجزيرة ونحاسبهم ردعاً لهم وتحقيقاً للعدالة الناجزة عبر المحاكم والتدابير الإدارية اللازمة. إنني أجدد اليوم، بهذا الخصوص، أوامرنا وتعليماتنا المستديمة لكل قواتنا في مدينة مدني والجزيرة بحماية المواطنين وتأمين الممتلكات العامة أو الخاصة.
وندين القصف العشوائي بالطيران وقتل المدنيين ومجزرة نيالا ليست ببعيد.
شعبنا العظيم
- إن انتشار خطاب الكراهية والعنصرية ينذر بخطر ماحق، يهدد الوحدة الوطنية، التي اضعفها الانقلابيين بسياساتهم التقسيمية. إن القتل على أساس العنصر أو اللون أو الجهة في بعض مناطق السودان ينبغي أن يتوقف فوراً. فالدم السوداني واحد، ومصير السودانيين جميعاً، مهما اختلفوا، مصيرٌ واحد. إذ لا يوجد سودان شمالي وسودان جنوبي، أو سودان غربي وسودان شرقي، وإنما يوجد سودان واحد، وشعب واحد هو الشعب السوداني.
- الصراع الدائر في بلادنا الآن ومنذ عقود هو ليس صراع بين غرب السودان وشمال السودان ولا صراع بين جنوب السودان ووسط السودان. الصراع في بلادنا هو صراع بين القوى المعادية للحرية والديمقراطية وبين الشعب السوداني الذي يناضل من أجل السلام والاستقرار والحرية؛ هو صراع بين السودان القديم، الذي لم ينتج سوى الحروب والتشرد والتدهور في جميع مناحي الحياة، والسودان الحديث المتطور، الذي سوف ننعم فيه بالسلام، والاستقرار، والأمن، والازدهار. ولذلك ندعو الجميع للتركيز على الطبيعة الحقيقية والتصنيف الصحيح لهذا الصراع، ووقف الخطابات العنصرية والجهوية، التي تضر بنا جميعاً، وتطيل أمد الحرب، وربما تشعل حروب أخرى في المستقبل.
وفي الختام،
نكرر دعوتنا إلى المجتمع الإقليمي والدولي إلى التفكير بتفاؤل في صراعنا ونضالنا، الذي ندفع دماء عزيزة ثمناً له، وذلك بالنظر إلى المستقبل الجديد للسودان بعد تحقيق سلام حقيقي بمعالجة الأسباب الجذرية للحروب، ومساعدته في استعادة مكانته الدولية، وبناء نظام سياسي جديد، يمثل كل السودانيين، ويعكس طموحاتهم وتطلعاتهم المشروعة في حياة أفضل. فالسودان القديم، الذي ظل ينتج الحروب على مدى سبعين سنة، ليس له جديد يقدمه، ولن ينتج إلا المزيد من الحروب المدمرة.
إننا نجدد لكم ولشهدائنا الأبرار بأننا لن نتراجع أبداً عن التزامنا بالعمل والكفاح من أجل بناء الدولة السودانية على أسس جديدة، التي قدمنا من أجلها ولا زلنا نقدم دماءَ عزيزة وتضحيات عظيمة.
سوف تشرق الشمسُ في بلادنا، رغم الظلام الدامس الذي نعيشه وسوف نؤسس ونبني معاً سودان العدالة والسلام الذي لا يُضامُ فيه أي إنسان أو يُظلمُ.
والسلام عليكم ورحمة الله.
الفريق أول محمد حمدان دقلو
قائد قوات الدعم السريع
١ يناير، ٢٠٢٤