تعتزم منظمة “إيغاد” إعادة قمتها الطارئة التي استضافتها جيبوتي، في كمبالا، في الثامن عشر من يناير الجاري.ومع أن موضوعها هذه المرة، لا يقتصر على السودان وحده، إلا أن القمة شكلا تستجيب لشرط الجنرال محمد حمدان دقلو، “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع، للقاء الجنرال عبدالوهاب البرهان، القائد العام للقوات المسلحة.
وتبرز الدعوة الجديدة، على خلفية فشل المنظمة الإقليمية، في جمع الجنرالين، اللذين حصلت على موافقتهما على اللقاء، لغرض إنهاء الحرب، خلال قمتها التي استضافتها جيبوتي في التاسع من ديسمبر . ففي المرة الأولى، تم تأجيل اللقاء، الذي كان مقررا له الثامن والعشرين من ديسمبر الماضي، لأسباب وصفت رسميا بالفنية، لكن لم يتم الإفصاح عنها.وإن رجحت اجتهادات بعض المراقبين اشتراطات حميدتي، بحضور الرؤساء كافة، كسبب للتأجيل.فيما برزت اشتراطات مضادة من الجانب الآخر.
وفي الوقت ذاته، فشلت تنسيقية القوى المدنية الديموقراطية،”تقدم”، التي يتزعمها الدكتور عبدالله حمدوك، في لقاء البرهان، بعد لقائها مع “حميدتي” ،في العاصمة الإثيوبية، أديس ابابا.وقد استبق البرهان اللقاء، برفضه اعلان اديس أبابا، الموقع بين “تقدم” “وحميدتي” ،والذي يتوقع أن يكون موضوع اللقاء معه.
وفيما بقى البرهان في خانة التعنت والممانعة، سعى “حميدتي”، عبر جولة، منسقة إقليميًا ودوليا، فيما يبدو، شملت ستا من الدول الإفريقية، حيث استقبل استقبالا رسميا، إلى تقديم نفسه في الإقليم وفي العالم، بشكل مقبول ومتسق مع المزاج الإقليمي والدولي المهيمن.
وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية، ماثيو ميلر، الذي رفض التعليق على الجولة، في مؤتمر صحافي عقده بمباني الوزارة الأمريكية مساء الخميس : ” إننا نأمل أن يرسل أي زعيم أجنبي يشارك في محادثات مع أحد قادة الجيش أو الدعم السريع رسالة واضحة جدا بأنه لا يوجد حل عسكري مقبول للصراع في السودان.وأننا نرغب في رؤية عودة كل الأطراف إلى طاولة المفاوضات.ونريد رؤية وقف لإطلاق النار يتم الالتزام به فعليا.ونريد رؤية توقف كل طرف في هذا الصراع عن هجماته الوحشية على المدنيين واتخاذ إجراءات تخدم مصلحة شعب السودان” .
ينتظر ان تحشد” إيغاد”، مرة أخرى، إلى جانب رؤساء الدول الأعضاء في المنظمة، ممثلين للأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، ودولة الإمارات، وأن تتسع القمة للقاء المؤجل بين البرهان وحميدتي، لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات، في فرصته الأخيرة .ويتعلق الأمر، بهذا الخصوص، وإلى حد بعيد، بقدرة “إيغاد” على إقناع الجنرالين أو حملهما للقبول بوقف الحرب.إذ ينتظر من قمة كمبالا تحقيق ما قصرت عن بلوغه قمة جيبوتي . إلا أن وزير الخارجية الأسبق ،السفير إبراهيم طه أيوب، شكك في ذلك، و قطع، خلال حديث لراديو دبنقا،يوم أمس الأول، “بأن منظمة الإيقاد لم ولن تحقق تقدما في ملف وقف الحرب في السودان.” وقال :” أن” الإيغاد” ليس لديها صلاحيات ولا آليات لمحاسبة من يرفض الالتزام بأي اتفاق يأتي من جانبها، مشيرا إلى أن كلا من السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لديها “بعض القوة” لكي تفرض ما تريده، حسب وصفه.وأشار كذلك إلى أن تلك الدول
(السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي)
لها مصلحة في استقرار السودان، خلافا لدول “الإيغاد” التي لا ترغب كلها في استقرار السودان، حسب وصفه. “