*مسألة الهوية السودانية أخضعت لتخليط متعمد أعاد أهل السودان لمربع العصبية القبلية، وتسبب في دفع أهل جنوب السودان للانحياز لخيار الانفصال، بحجة وجود هيمنة عربية اسلامية، واستمرت الازمة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ولازالت الحركات الجهوية تتغذى على حساب محاولة اضعاف الانتماء القومي للهوية السودانية.
*لذلك لم يكن من المستغرب سوء استغلال مسألة الهوية السودانية في اشعال الفتن المجتمعية وتأجيج الحرب العبثية واضعاف الحراك السياسي وتغذية الكيانات الجهوية.
*ان الذين يسعون للتفريق بين الشعوب والقبائل تحت راية الاسلام انما يشوهون رسالة الاسلام الهادية للبشرية جمعاء، التي أكدت في القران الكريم أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا، لا ليتنازعو على أساس العرق واللون أو الرأي السياسي.
*أدرك باني حضارة ونهضة ماليزيا ومعجزتها الاقتصادية مهاتير محمد أهمية تعايش الأعراق والديانات والثقافات في بلده، وانه لايمكن انجاز التنمية في ظل الحرب الأهلية، وقال : في ظل القلاقل والاضطرابات لم نستطع وضع لبنة فوق أختها، وأن التنمية لاتتم الا اذا حل الامن والاستقرار، فكان لزاما علينا الدخول في حوار مفتوح مع كل المكونات الوطنية والاتفاق على تقديم التنازلات المتبادلة لكي نتمكن من توطيد الاستقرار والتنمية في ماليزيا.
*ما أحوجنا لهذه الحكمة الماليزية لوقف الحرب وأحياء العملية السياسية لتحقيق الانتقال للحكم المدني الديمقراطي وتأمين السلام في كل ربوع السودان وبسط العدالة ودفع استحقاقات الحياة الحرة الكريمة للمواطنين.
*لا داعي لاغراق السودان في المزيد من المتاهات السياسية، مثل الحرص على قيام انتحابات متعجلة لن تغير الاوضاع القائمة التي باتت في حاجة ماسة لمراجعة شاملة تتطلب اصلاحا مؤسسيا في أجهزة ومؤسسات الدلة المدنية والعسكرية وإنجاز برنامج الإسعاف الإقتصادي