في ١٥ يناير ٢٠٢٤ تكون قد مضت ٩ أشهر على الحرب اللعينة، وتدخل شهرها العاشر في مواجهة عقبات أمام وقفها والتي تحمل المزيد من الخراب والدمار وجرائم الحرب، وتدهور الوضع الإنساني، ومخاطر تقسيم البلاد، وتدمير البنيات التحتية ومرافق الدولة الحيوية، كما حدث اخيرا في تدمير برج الساحل والصحراء وحرق مخازن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) وقبل ذلك مصفي الجيلي، وجريمة الحرب بهجوم الجيش على قافلة الصليب الأحمر في خرق واضح للأعراف الدولية، وتدمير كبرى شمبات الرابط بين أم درمان والخرطوم بحري، واستمرار قصف الجيش لمدن الخرطوم نيالا والجزيرة.مما أدى لقتلى وجرحى ومزيد من النزوح.
من العقبات أمام وقف الحرب :
رفض البرهان والفلول توقيع اي اتفاق مع الدعم السريع كما ذكر البرهان قبل استرداد السودان، اضافة لوضع المتاريس أمام طلب “الايفاد” للمقابلة بين حميد تي والبرهان.
- زاد لقاء حميدتي مع حمدوك وإعلان أديس أبابا الحساسيات في لقاء البرهان – حميدتي. فالجيش يري استقواء الدعم السريع ب”تقدم”، وأن “تقدم” اصبحت حاضنة سياسية له.
وفي حقيقة الأمر فتح لقاء حميدتي مع البرهان وإعلان أديس أبابا الطريق للافلات َ من العقاب وجرائم الحرب، وإعادة شراكة الدم والاتفاق الاطاري التي تعيد إنتاج الأزمة والحرب
دعوة البرهان لتسليح المواطنين بعد هزيمة الجيش في مدني واغلب مدن دارفور. الخ، مما يؤدي إلى خطورة الحرب الأهلية وتمزيق وحدة البلاد تقسيمها، ويهدد أمن البلدان المجاورة والإقليمي والدولي، ويطبل أمد الحرب.
دعوات والي نهر النيل والبحر الأحمر والشمالية لحل لجان المقاومة و تنسيقيات قوى الحرية والتغيير، ومصادرة الحريات والحقوق الأساسية مع حملات الاعتقالات في ولايات أخرى، مما يؤكد أن هدف الحرب هي تصفية الثورة، بالتالي فان إطالة أمد الحرب تحقق لهم هذا الهدف مع استمرار نهب ثروات البلاد.
اشتداد حدة الصراع الدولي علي الموارد، كما في الحروب مثل: الحرب الروسية – الاوكرانية، وحرب غزة الهادفة لابادة الشعب الفلسطيني مع الأدانة العالمية الواسعة الابادة الشعب الفلسطيني، وإضافة للقضية التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا ضد اسرائيل، مما يتطلب اوسع تضامن مع شعب فلسطين، وحصر جرائم الابادة الجماعية التي يقوم بها “الفلول” والدعم السريع في السودان ورفع قضية مماثلة، اضافة لهدف نهب موارد الشرق الأوسط النفطية والغازية، واشتداد الصراع في منطقة البحر الأحمر بعد الهجوم الأمريكي البريطاني على اليمن لمواجهة الحوثيين، الذي وجد واستنكارا واسعا.
كل ذلك يتطلب مواصلة الجهود الجماهيرية للتصدي لكل تلك المخاطر والممارسات و تمتين اوسع تحالف جماهيري لوقف الحرب ومواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية.
٢
ادت الحرب الي دمار وجرائم حرب وخراب غير مسبوق في الوضع الإنساني والبني التحتية كما في الآتي: - نزوح أكثر من ٧.٢ مليون شخص داخل وخارج البلاد، وتجاوز عدد القتلى ١٢ الف شخص حسب بيانات الأمم المتحدة.
- تدمير المنشآت والبنى التحتية و المنازل جراء قصف الجيش، واحتلال المنازل من الدعم السريع، ونهب عربات وممتلكات المواطنين، وحالات التطهير العرقي في غرب دارفور كما حدث لقبيلة المساليت كما في اتهام الولايات المتحدة الأمريكية للدعم السريع و المليشيات المتحالفة معه، التي تحقق فيها المحكمة الجنائية الدولية، اضافة لحالات الاغتصاب والعنف الجنسي والاعتقالات و التعذيب للمعتقلين بواسطة الجنجويد والجيش.
إضافة لجرائم الحرب في ولاية الجزيرة بعد الهجوم الأخير الذي أدي لنزوح أكثر من ٣٠٠ الف شخص َع نهب المتاجر والمنازل والأسواق. الخ. - جلبت الحرب معها كل أشكال المعاناة والأمراض في ظل غياب الرعاية الصحية وخروج أكثر من 70% من مستشفيات العاصمة من الخدمة والنقص في الدواء وتدهور صحة البيئة جراء الجثث المتراكمة في الطرقات، وعدم فتح المسارات الآمنة لوصول الإغاثة لمناطق النزوح والحرب..
فانتشرت الأمراض مثل: حمى الضنك. والكوليرا. والملاريا..الخ، كما يحاصر الجوع نحو 25 مليون من سكان البلاد حسب بيانات الأمم المتحدة.
فضلا عن خسائر الحرب التي تجاوزت أكثر من ١٠٠ مليار دولار.. وتدمير الإنتاج الصناعي والزراعي والخدمي، وتدهور القوة الشرايية للمواطنين والانخفاض الكبير للجنيه السوداني حيث تجاوز الدولار أكثر من ١٠٠٠ جنية، فضلا عن فقدان أكثر من ٥ مليون وظيفة. الخ.
إضافة لأثر الحرب على المواقع الأثرية والثقافية والتراثية وتدمير بعضها، كما تدهورت الأوضاع بسبب القطع المستمر للكهرباء والماء والاتصالات. - تدهورت الأوضاع الاقتصادية.. فحسب توقعات صندوق النقد الدولي أن يتراجع نمو الاقتصاد في العام 2023 إلى 18% بسبب الحرب.
أدت الحرب الي تدهور الإنتاج الزراعي بخروج المزارعين من الإنتاج بسبب مشاكل الري وزيادة الضرائب ونقص التمويل اللازم وشح الوقود وارتفاع أسعاره، وتقلص المساحات المزروعة، مما يزيد من مخاطر المجاعة والنقص في الغذاء. - فاقمت الحرب الأوضاع المعيشية وأدت لارتفاع الأسعار وقيمة النقل والخدمات و خروج ٩٠٪ من المصانع عن العمل حسب وزارة الصناعة بسبب تدمير ونهب المصانع، اضافة لنهب الأسواق والبنوك، وعدم صرف العاملين لمرتباتهم، وفقدانهم لمقومات معيشتهم بعد إخلاء منازلهم وأصبحوا نازحين..
- عطلت الحرب الدراسة في المدارس والجامعات التي يتطلب فتحها وقف الحرب وتوفير الأمن وخروج الجيش والدعم السريع منها والإصلاح العاجل لما دمرته الحرب.
هذا فضلا عن عدم فتح المسارات الآمنة لوصول الإغاثات للمواطنين تحت وابل الرصاص والقنابل ، وجرائم الجنجويد في الابادة الجماعية التي زادت في مدن دارفور بعد احتلال الدعم السريع لأربعة من عواصم ولاياتها الخمس.
اضافة لخطورة تمدد الحرب لبقية الأقاليم بعد احتلال الدعم السريع لمدني ومدن ولاية الجزيرة ، وخطر اتخاذ الحرب طابعا عرقيا واثنيا، مما يهدد وحدة البلاد.
٣
اشرنا سابقا أن الهدف من الحرب الكارثية :
: - تصفية الثورة ونهب ثروات البلاد،كما هو جاري في مواجهة قوى الثورة في ولايات الشمالية والبحر الأحمر ونهر النيل وغيرها من طرفي الحرب.
–جاءت امتدادا لخراب نظام الانقاذ، ولانقلاب اللجنة الأمنية في 11 أبريل 2019 ومجزرة فض الاعتصام، وانقلاب 25 أكتوبر 2021 بعد الصراع الذي دار في الاتفاق الإطاري حول دمج الدعم السريع في الجيش.
مما يتطلب بعد مرور تسعة أشهر على الحرب مواصلة وتقوية التحالف الجماهيري الواسع لوقف الحرب واسترداد الثورة، وعودة الحياة الي طبيعتها. - إعمار ما دمرته الحرب، وتقديم مجرمي الحرب للمحاكمات، وعدم تكرار الإفلات من العقاب،واعادة الشراكة مع الدعم السريع والجيش، والاتفاق الإطاري الذي يعيد إنتاج الأزمة والحرب مرة أخرى، ورفض إعلان أديس ابابا الذي يعيد إنتاج الشراكة مع الدعم السريع والازمة والحرب.
- خروج الدعم السريع والجيش من السياسة والاقتصاد، والترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات الفلول وجيوش الحركات، وقيام الجيش القومي المهني الموحد تحت إشراف الحكومة المدنية.
- التصدي بحزم لمخططات ” الفلول” والدعم السريع لتصفية الثورة، وتمزيق وحدة البلاد والتفريط في السيادة الوطنية، ونهب ثروات البلاد من المحاور الاقليمية والدولية، وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة.
alsirbabo@yahoo.co.uk