الأمنجي الذي اجتزأ مقطعا من مقابلتي مع تلفزيون الشرق وثابر على توزيعه وتحويله الى مشنقة معنوية لي، لا يستحق مني سوى الشكر الجزيل ويجب ان يعاقبه مخدمه بدلا من مكافأته للأسباب التالية:
اولا: أكد الانحطاط الاخلاقي والجرأة على الكذب والتضليل التي تمرس فيه هؤلاء السفلة من أكبرهم الى أصغرهم، فلم يتوقف الكذب عند تحريف كلامي والزعم انني قلت ان الدعم السريع لم يرتكب جريمة مطلقا في كل تاريخه في حين انني قلت ان الانتهاكات التي شهدناها في زمن الحرب لم نسمع بها في ازمنة السلم رغم وجود قوات الدعم السريع بالالاف في الخرطوم وذلك في سياق الدعوة الى ايقاف الحرب لا في سياق تبرير او تخفيف ادانة الدعم السريع، بل تناسلت الأكاذيب حول حساباتي في الامارات والشقق التي امتلكها في القاهرة وزوجي الذي يعمل ضابطا كبيرا في الدعم السريع وكل هذا كذب صراح لا اساس له مطلقا جلب السخرية والتندر على مروجيه المساكين الذين لا يدركون ان كذبة البعاتي ما زالت حاضرة وتصد العقلاء عن تصديق البلابسة !!!
هذه الحملة المسعورة اثبتت ان الكيزان ابتداء من سفهائهم الصغار حتى فلاسفتهم الكبار (سواء بالأصالة او بالوكالة) فشلوا فشلا ذريعا في مقارعتي حول ما طرحت من أفكار حول هذه الحرب وما قدمته من تفنيد لسرديتهم الكذوبة حولها ، فلم يتبقى امامهم سوى الأساليب القذرة والخسيسة التي تستبدل مناقشة الأفكار باغتيال شخصية قائلها بالتجني والبهتان والتسفل!!
ثانيا : اي بلطجة كيزانية لن تخرس لي صوتا بل ستكون دافعا الى مزيد من تعرية الزيف الذي يثابرون على تسميم وعي الشعب السوداني به، وكشف مؤامراتهم على الشعب السوداني، وقد كان من النتائج غير المقصودة لمؤامرتهم ضدي إبراز قضية مهمة الى سطح النقاش الساخن وهي الاتجاه الكارثي لتيار في حزب الامة نحو التحالف مع الكيزان و الكتلة الديمقراطية(ناس اعتصام الموز) والجيش برعاية مصرية ، وقد اظهرت النقاشات مدى عزلة هذا الخط في اوساط جماهير حزب الامة والانصار وحرضت ضده،فالمزاج الشعبي عموما بعد هذه الحرب اللعينة بات اكثر نفورا من اي تقارب مع الكيزان خصوصا ان الذي كان يمكن ان يجبر السودانيين على ابتلاع خيار اشراكهم في الصف المدني هو منع اندلاع الحرب ولكن بعد ان دارت طاحونة الحرب فعلا وطحنت البلاد بالفعل وهم عاقدون العزم على الطحن لاخر عظم سوداني فما الذي يجبرنا إذن عليهم وهم ينصبون لنا المشانق المادية والمعنوية! ما هي المصلحة في ذلك؟
ثالثا: أكثر كلمات التضامن والمؤازة وصلتني من نساء ورجال تنحصر علاقتي بهم في هذا الفضاء الاسفيري فكانوا سندا معنويا قويا واضافة كبيرة، واحيانا يكون اصدقاء وصديقات العالم الافتراضي عزاء وبديلا عن اصدقاء ومعارف في ارض الواقع يضمرون كراهية او حسدا مكتوما يجد في حفلات الشواء الكيزانية متنفسا فتبرز سخائم النفوس وهي ترتدي قناع الطهرانية الثورية والنضال الحقوقي وهؤلاء يثيرون الرثاء والشفقة لا اكثر.
رابعا: كانت حفلات الشواء مناسبة لتفنيد التضليل الكيزاني حول قضية الانتهاكات ، فالضلاليون يريدون عدم ربط الحديث عن الانتهاكات بواقع الحرب ومن ثم اعتبار الانتهاكات سببا قويا للمطالبة بإيقاف الحرب! يريدون الحديث عن الانتهاكات كقضية معزولة هبطت على السودان من السماء بل وللمفارقة يريدون استخدام الانتهاكات في التعبئة الحربية والدعوة لتوسيع رقعة الحرب واستمرارها !! وفي هذا السياق يجب ان نقول ان هناك طرف واحد فقط له انتهاكات وهو الدعم السريع ويتم الصمت تماما عن انتهاكات الجيش رغم ان انتهاكاته لا تقتصر على قصف الطيران بل تشمل الاعتقالات والقتل على الهوية العرقية وتعذيب الاسرى ونهب المواطنين، يعني نفس انتهاكات الدعم السريع مع فارق كمي بمعنى انتهاكات الدعم السريع كانت اكثر كثافة، وعندما نقول ان الحرب هي جذر الانتهاكات يحتج البعض بان للحرب نفسها قوانين تفرض حماية المدنيين وكاننا دولة اسكندنافية محكومة بالقوانين! في ذهول تام عن حقيقة العطب والخلل البنيوي في كامل منظومتنا العسكرية والامنية الذي يجعل الجيش والشرطة والدعم السريع وجهاز الامن لا مساحة لديهم لشي اسمه قوانين حرب او حقوق انسان، وبالتالي فلا نجاة للمواطنين من الانتهاكات الا بايقاف الحرب نفسها ويجب ان نعلم ان تاريخ الانتهاكات في السودان لم يبدأ في 15 ابريل بل هناك سلسلة من الابادات والمجازر الجماعية والتعذيب والتشريد ومسح قرى باكملها من الوجود في جنوب السودان قبل الانفصال وفي دارفور وضرب المدنيين بالبراميل المتفجرة في جبال النوبة وهذه الجرائم وقعت قبل ان يكون هناك شيء اسمه الدعم السريع!
هذه هي الصورة الكاملة لما يجري في بلادنا والطهرانية والنزاهة تقتضي كشف و إدانة هذه الصورة كاملة والسعي لتجاوزها بمشروع ديمقراطي في القلب منه عملية اصلاح امني وعسكري حقيقي وعدالة انتقالية!
اما حجب اجزاء رئيسية من هذه الصورة وتسليط الضوء فقط على الجزء الذي يريده الكيزان لاغراضهم السياسية فهذا تدليس لن نتورط فيه مطلقا! وهذا هو سبب هيجانهم وصراخهم !
وكلما ازدادوا هيجانا وصراخا كلما ازددنا في كشف الحقائق التي يريدون طمسها.