غنت للإمتاع والنغم
كنتم بحراً من الألق والجمال
وكان حضوركم شرفاً زادنا فخراً
وأكسب ليالي بحري معاني الجمال والروعة
هذه الكلمات التي حملها في شهادة تكريم من مجموعة (محمود في القلب) ووزارة الثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم، وسلمني إياها على مسرح خضر بشير في شمبات مع كلمات طيبات منه في أكتوبر من عام مضى ضمن تكريم كوكبة من مبدعي الخرطوم بحري في أسبوع ليالي بحري، لم أجد أفضل منها لأردها إليه في بداية (كلام الناس) عنه ، إنه الراحل المقيم حبيب الناس محمود عبدالعزيز.
- أقول بصدق إن محمود عبد العزيز لم يكسب ليالي بحري وحدها معاني الجمال والروعة وإنما أكسب ليالي كل السودان القديم بجهاته الأربع قبل انفصال الجنوب معاني الجمال والروعة والخير النبيل، لذلك لم يكن غريباً أن تهوى إليه أفئدة الناس في حياته وأن تتابع حالته الصحية منذ أن أقعده المرض بالداء والابتهال لله عز وجل.. حتى ودعته هذا الوداع المهيب بكل هذا الحب والإجلال.
- لن نتحدث هنا عن محمود عبد العزيز الفنان الذي تعلقت به قلوب مريديه وسمعهم وأبصارهم، ولا أدعي أنني من المعجبين بغنائه لكنني شهدت – شوف العين – كيف يحبه جمهوره بجنون لا يمكن تفسيره بالعقل المجرد.
- شهدت كيف يلتف حوله الشباب، لا ليستمعوا فقط لأغنياته وإنما كانوا أحرص دائماً على القرب منه لا تحرمهم إعاقة ولا تقف بينهم وبينه أية حواجز ولا تفرق بينهم السياسة ولا الكورة ولا القبيلة، كان يدهشنا صراخهم الهستيري الذي لايستوعبه الوعي الظاهر ولا يسعه المكان المحدود مهما اتسعت جنباته.
- نعلم أنه في هذه الدنيا الفانية يرحل الأعزاء ويبقى الذكر الطيب والصدقة الجارية وحب الناس الذي هو من حب الله سبحانه وتعالى الذي منحه كل هذه النعم التي تجلت في محبة الناس له وتضرعهم إلى الله العلي القدير وهو على فراش المرض وبعد الرحيل أن يتغمده الله بواسع رحمته.
- كان مشهد الوداع أكبر من أن ترصده أجهزة الإعلام والصحف ولم يستطع الذين تحدثوا عن مشاعرهم تجاه فقيد الناس والوطن والفن التعبير عن بعض الحب الذي ربط الناس به.
- إن محبة الله لك أيها الفنان الصوفي ممتدة من الأرض إلى السماء وأنت بين يدي رحمته، ونحن نتضرع إليه أن يتقبلك بكل هذا الحب والرجاء وأن يسكنك فسيح جناته وأن يلهم أسرتك وعموم أهلك وكل أحبابك ومريديك الصبر وحسن العزاء