تواصل الخارجية السودانية عبثها وتلاعبها بالقرار السوداني وتدفع بالفريق الجنرال الي هاوية أعمق وتظن الخارجية أن عنادها وإصرارها يمكن أن يعطل ويعرقل عملية السلام.
وعبر بيان لها قالت أمس أن حكومة السودان قررت تجميد عضوية البلاد بالهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)
وعزت ذلك إلى أن السودان نقل إليها رسميا من قبل وقف انخراطه وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخصه وهو ما لم يحدث في قمة إيغاد الأخيرة، والغريب أن حكومة السودان هي أول من طالبت بتدخل الإيغاد والإتحاد الأفريقي وقالت انها تريد حلا إفريقياً للأزمة السودانية، ولكن يبدو أن الحكومة السودانية كانت تعتقد أن الوجه الأفريقي مازال يحتفظ بملامحه القديمة وأنها يمكن أن تعيد سيناريو المخلوع مع المحكمة الجنائية، فالمحيط الإقليمي والدولي هذه المرة وصل إلى قرار واحد هو تلبية رغبة الشعب وإسقاط رغبة الحكومة حتى تتوقف الحرب وتتم إستعادة الديمقراطية عبر حكومة مدنية
وتجميد عضوية السودان لن يؤثر على الحضور الأفريقي على طاولة الحل، فإيغاد منظمة مهمتها الأساسية العمل على إنهاء الصراع ونشر السلام والتنمية في البلدان الأفريقية.
كما أن الخارجية درجت على إصدار بيانات تخاطب فيها إيغاد وكأن السودان تعيش في استقرار و رفاهية في الوقت الذي تنظر اليه إيغاد كدولة تعيش حرباً مأساوية يهدد خطرها القارة الأفريقية ولاينحصر على السودان فمن واجبها وصميم عملها ان تعمل على وقف الحرب وإنهاء الصراع برغبة الحكومات أو بدونها.
ولطالما أن إيغاد تجاهلت طلب الخارجية بعدم التدخل في أمورها الخاصة واجتمعت وناقشت الأزمة في قمتها وخرجت بقرارها، وحددت سقف زمني لحل الأزمة وطالبت بتشكيل حكومة مدنية وإستعادة الديمقراطية، إذن هي لاتري حكومة في السودان حتى تنظر في قراراتها.
فبدلا من أن تبحث الخارجية لكل مايجلب للسودان الدعم والسند الإقليمي والدولي تقطع حبال الوصل لتؤكد عدم حرصها على مصلحة البلاد، فالإيغاد عملها الأساسي يقوم على التنمية في الدول المتأثرة بالحرب
والسودان عاشت حربا دمرت البنية التحتيه ودمرت إقتصادها لذلك أن قرار تجميد العضوية هو قرار جهة لاتريد للسودان سوى الدمار.
والحكومة بهذه الخطوة تنسف جهود الدول الحليفة التي سوقت من قبل إنقلاب البرهان على أنه تصحيح مسار حتى تقبل به المنابر الدولية، الآن تعيده الي عزلته بصفته قائدا إنقلابيا خسر شعبه وخسر معه جميع المنابر .
لكن يبقى المحيط الإقليمي والدولي هو الذي سبق الحكومة بخطوة (نفض اليد) عندما شخص الأزمة السودانية منذ البداية وكتب لها العلاج المناسب فبعض الأدوية يجب على المريض تناولها بالرغم من عدم رغبته فيها
شخص الأزمة عندما سمى قادة الحرب بطرفي النزاع حتي يتسنى له التدخل بينهما بعيدا عن الحكومة التي وصفها بغير الشرعية.
وشخصها عندما نادى على البرهان للحل بصفته قائدا للجيش وليس رئيسا لمجلس السيادة
وعندما رفض تمثيل الحكومة الكيزانية في المفاوضات، و عندما قال يجب على (القوتين) وقف الصراع
فمتى خاطبت المنابر الدولية حكومة السودان!!
حتى يكون لها حق الرفض والقبول؟!
ولكن السؤال الأهم هل تبحث حكومة البرهان على ضمانات للخروج الأمر الذي يجعلها لاتتوقف عن لفت نظر العالم بهذه القرارات العشوائية!!
طيف أخير:
سيأتي سلاما حتى ينسى هذا الشعب أنه عاش وجعاً من قبل.
نقلا عن صحيفة الجريدة