أعلنت غرفة طوارئ مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان السودانية، الجمعة، أن الاشتباكات العنيفة الدائرة بالمدينة لليوم الخامس على التوالي أسفرت حتى الآن عن سقوط 32 قتيلا و22 مصابا.
وأبلغ أحمد ازيرق، عضو غرفة طوارئ بابنوسة، وكالة أنباء العالم العربي، أن عدد الضحايا مرشح للزيادة نظرا لوجود عدد من المفقودين. كما أشار إلى انقطاع عمل شبكة الاتصالات بالمدينة، وتعذر التواصل مع الأسر الموجودة داخل المدينة والعاجزة عن الخروج منها.
وقال شهود عيان إن الاشتباكات لا تزال متواصلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي تحاول السيطرة على الفرقة 22 مشاة، مقر قيادة الجيش بالولاية.
وتسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على مدينة بابنوسة لتمديد نفوذها في ولايات الجنوب الغربي للبلاد.
وأشارت مصادر إلى انتشار كبير لقوات الدعم السريع داخل المناطق السكنية بالمدينة.
ومساء الخميس، شوهدت “جثث لعسكريين ومدنيين ملقاة على الطرق، بينما لم يستطع أحد الاقتراب منها بسبب استمرار المعارك بلا حسم”، نقلا عن صحيفة “الشرق الأوسط”.
وأشار الشهود إلى أن الطائرات الحربية التابعة للجيش شنت غارات في أحياء الوحدة والتربية وأبو إسماعيل المحيطة بمقر الفرقة 22 مشاة، كما تبادل الطرفان القصف المدفعي.
وذكروا أن الاشتباكات التي تركزت أيضا في عدد من الأحياء السكنية أدت إلى موجة نزوح واسعة خارج المنطقة، فيما أُغلقت الأسواق وتوقفت المستشفيات والمراكز الطبية عن العمل منذ اندلاع الاشتباكات مطلع الأسبوع الحالي.
ومع احتدام القتال، تصاعدت موجة النزوح من المدينة، وقال ازيرق إن عددا كبيرا من الأسر الفارة من نيران الحرب توجهت إلى مدينتي المجلد والفولة المجاورتين لمدينة بابنوسة. وذكر أن الفارين تعرضوا للنهب في طريق الهروب.
وكانت ولاية غرب كردفان الغنية بالنفط بمنأى قبل المواجهات الأخيرة عن الاقتتال المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي اندلع في منتصف أبريل الماضي بعد توتر على مدى أسابيع بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
وحسب إفادات سكان في بابنوسة، تتواصل موجات النزوح يومياً إلى مدينة الفولة عاصمة الولاية (تبعد نحو 76 كيلومتراً عن بابنوسة).
بدوره، قال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان (أوتشا)، الخميس، إنه لا يمكن توقع ما ستؤول إليه الأوضاع في بابنوسة في ظل استمرار التوترات، وذكر المكتب أنه وفقاً لتقارير تتبع النزوح “أدت الغارات الجوية التي نفّذتها القوات المسلحة السودانية واستهدفت مواقع الدعم السريع جنوب بابنوسة إلى نزوح واسع النطاق للمدنيين في جميع أنحاء المدينة”.