في زاوية سابقة تتعلق بزيارة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمضان لعمامرة الي بورتسودان، تحدثنا عن أن الرجل جاء يحمل رسالة مباشرة للبرهان تتعلق بضرورة فصل المؤسسة العسكرية عن الإخوان المسلمين في السودان
وذكرنا نصاً أن الولايات المتحدة الأمريكية دفعت بلاعبين جُدد الي الملعب لصلتهما المباشرة بقيادة كل طرف وهما مصر والإمارات
فمصر تدخل بملف ملاحقة الإخوان والأمارات تدخل بتأثيرها المباشر على قيادة الدعم السريع
لذلك جاءت الأخبار أن الفريق شمس الدين الكباشي والفريق عبد الرحيم دقلو إلتقيا سرا في المنامة وأن الإجتماعات ضمت مصر والإمارات
ولكن اللقاء لايفتح ممرات جديدة لحل بديل إنما يعمل من أجل تسهيل الوصول إلى منبر التفاوض بجدة
إذن ليس هناك مايسمى بمنبر المنامة فالبحرين لايمكن أن تمد يدها لتسحب طوبة واحدة من بناء حائط تشيده السعودية فهي تتفق دائما مع التوجهات السياسية للملكة
ولكن لماذا تم إختيار البحرين لمناقشة الأزمة السودانية سيما انها ليست دولة محورية وليست لها علاقة لها بالحل السياسي للأزمة السودانية حتى انها لم تدن ولم تشجب ولم يكن لها أي رأي سلبي أو إيجابي في الحرب الدائرة في السودان!!
فاختيار المنامة هو إختيار جغرافي فقط الموقع فيه مناسب لمثل هذه الإجتماعات
فاللقاء الذي ضم القائد الثاني للدعم السريع مع ثاني رجل في المؤسسة العسكرية هو إجتماع طلبته الولايات المتحدة الأمريكية ويتم الآن بحضور ممثلين وشخصيات أمريكية، يلتئم لمناقشة قضايا أمنية وإستخباراتية لترتيب وتنفيذ خطط للحل تتعلق فقط بفك الإرتباط مابين بندقية الجيش وبندقية الإخوان ولا يناقش ولا يتطرق لقضايا سياسية
لذلك كان لابد من إختيار المنامة كمنطقة هادئة مغلقة بعيدة عن أعين المراقبين وعن المدن المشحونة بضوضاء السياسة
إذن هو إجتماع إعداد وترتيب مع شخصيتين مهمتين لهما تأثيرها المباشر على القوات المتصارعة في الميدان فما تتم مناقشته الآن في الغرف المغلقه هو إجتماع سري برعاية أمريكية لأجل ازالة العقبات التي تعترض سير عملية التفاوض،
ولقاء الكباشي ودقلو يعني أن المُمسكين بملف الحل إبتعدوا قليلاً عن النظرة الضيقة المغلقة التي تحصر الحل فقط في ضرورة (لقاء الجنرالين) وان مناقشة القضايا الجوهرية يمكن أن تعجل بالعودة إلى طاولة التفاوض
لذلك وفي زاوية سابقة بعنوان (لاتنتظروا الجنرال) ذكرنا (أن المهتمين بإنجاح وإتمام العملية السياسية والعمل على وقف الحرب في كل المنابر يروا أن تجاوز البرهان أصبح أمراً واقعا يدفعهم للشروع في التمهيد لطرق بديلة للوصول إلى الهدف بعيداً عنه)
فالأجهزة الأمنية السودانية أكثر علما بأن تحركات الكباشي لاتأتي في صالحها لذلك دائما ماتتولي عملية تسريب أخبار سفر الكباشي للخارج فإن كانت هذه التحركات تخدم أجندتها لإحتفظت بسرية سفره حتى تمام العملية ولكن.
وكنا ومازلنا نرى أن الكباشي يقود خطاً من أجل دعم عملية السلام وليس الحرب وأن الإمارات ومصر دفعت بهما الوساطة نفسها لإنجاز مهام جوهرية تتعلق بإزالة العقبات على الطريق المؤدية الي جدة وأن المنامة ماهي إلاّ (كونكشن) في جدول الرحلة.
طيف أخير:
لا_للحرب
لاعودة للوراء كل الخطوات القادمة تأتي لأجل مستقبل أفضل
الجريدة