في يوم الفلانتين وعيد الحب كل العالم يقف أمام محبوبته ليغزل أحرف الحب والمحبة ….وأنا أجلس أمام محراب حواء بلادي لأتوجها أميرة علي قلبي وللعالم نبراسا لمعنى الحب والمحبه يحمل في دواخله معانى التضحية والصبر والصمود والعطاء،
حواء بلادي يا ملكة عيد الحب المتوجة نجلس في محرابك المقدس نقدم القرابين والأزهار ندين لك بكل ما لدينا ونفتخر…فقد دخلت محرابك بعد أن خلعت نعلي المحملتين بأدران الحرب ومصائب مافعل السفهاء منا ومتطهرا مغتسلا بعبير الوطن وليس في قلبي شك في مقامك ولكن ليطمئن قلبي فقد كانت الوساوس تحاصرني عن أي حب وانا تائه تخنقني الاحداث وأصارع امواج الحزن والغضب وأبحث عن توازن مفقود وترياق لجرح الوطن ….وقفت في حضورك فكنت السكون والطمأنينة واليقين،نظرت حولي من أبناء بلدي رغم المصائب والهموم مازالت تغشاهم البسمة والضحكة السلام …ولم تهزمهم الخسائر والهموم فكان إفتخاري عندما علمت سر هذا الجمال وأنا أرى حواء بلادي في قلب هذا الصمود تغزل من انقطع وترتق ما انفتق من نسيج الترابط بخيوط من الصبر واليقين والإيمان بالغد الجميل.تنثر من إرث أهلنا في القناعة والتعاضد وتملأ قلوبنا بالتواصل والمحبة وعبق الذكريات ورائحة الوطن الجميل. فما أروعك ياسليلة النيل ونبع الأساطير.
في عيد الحب وفي كل يوم………
في محراب محبتك أقدم قرابين الإفتخار لكل نساء بلادي وأوزع الورود والأزهار العرفان والمحبة….
وردة أولى
ضعها أمام من جلست في مصلاتها والليل يغطي على أحزانها مسربلة بالصبر والصمت تهمس حتى لاتسرق نعمة الأحلام للنائمين على أحزانهم فترفع يدها بالرضاء و الدعاء لرب العرش الكريم بحسن القبول لمن فقدت من الأبناء والأحباب ولاتطلب سوى ان تلتقيهم في أعلى الجنان ..وتقوم تصارع الألم والدموع لتضع إبتسامة تخفي بها شلالات الحزن ولتضئ بها دروب الأمل للآخرين
وردة حمراء من قلب الوطن
اضعها لتزدان بجمال من أتى إليها شريك حياتها يحمل هموم الدنيا على رأسه محاصرا بالألم والإحباط بعد ان فقد وخسر كل مالديه من حصاد السنين ليصبح خال الوفاض لا يملك من الدنيا شروى نقير ولا يدري ماذا سيحمل له القدر ….يحمل هموم الدنيا وخسارة تحويشة العمر وسنين الإغتراب فما ترددت ولم تهتز بل قالت باسمة بكل صدق وحنان (الحمدلله على سلامتك وصحتك ووجودك معانا براه كفاية وشنو معنى قروش الدنيا لو كان فقدناك وزي ما جبتها زمان بتجيب اكتر منها بكره)
ووضعت يدها الحانية على كفه و يدها الأخرى على جيبه لتضع خاتمها المحبب وهي تقول بكل صدق (شيلو وبكره بتجيب لي الاحسن منه)وسقطت دمعته ولم يفارقها الابتسام…..
وردة بيضاء تشع بالضياء
أضعها في أقدام من غادرت منزلها على إستعجال في جنح الليالي تحت أصوات الرصاص حفاظا على حياتها واولادها وشرف بناتها وليس لها من متاع الدنيا سوى ما على جسدها من ثياب فما فقدت ثباتها ويقينها قفلت بابه الذي كان دوما مفتوحا للأحباب والمحتاجين وسقطت دمعة ساخنة تفصد وجهها الصبوح وهي تقول (لو كان في العمر بقية سنلتقي وسنفتح ابوابك بالفرح والأمان لكل حبيب محتاج وإن طال الإبتلاء فوديعة عند الله نجدها في أعلى الجنان)……
وردة صفراء مليئة بالحياة
أضعها على صدر من قامت مع صوت المؤذن للفجر بعد ليلة وهي تتوسد توبها على الأرض بعد أن توزعت كل سراير المنزل على الضيوف الهاربين من جحيم القتل والدمار …وجلست تصارع النعاس وبسمة الرضا على نعمة لمة الأهل والحبان لتقوم لشاي الصباح لا تحمل هم من أين ستوفر لهم طعامهم وشرابهم فلا شك في قلبها إن الرزق على الله لن يقف ولن ينقطع لان بيت المحبة تحت نظر الخالق مبارك بصلةالرحم ومبروك بدعوة الأحباب ورضاء الرحمن فتبتسم وترفع يدها بالذعاء الذي لاتشك في استجابته
وردة زرقاء من جمال نيلنا
أرسمها على جبين من كانت تجهز لليلة العمر ومستقبل أيامها ففارقت الوظيفة والاستقرار لتعيش ايامها بين المنافئ ومدن الشتات وتضع خبراتها وشهاداتها جانبا ولا تتأفف وتخرج في نهارهاباحثة عن أي عمل شريف حتى لا يشعر أبويها بضغط الحياة فيكفيهم هم الوطن المستباح وحتى لا تجرح الحوجة كبرياءهم الذي لم ينخدش بمتطلبات الحياة..وفوق ذلك يفارقها المنام فالليالي لحملات دعم للمحتاجين ولحشد القوى وتنظيم الشرفاء في معركة الوطن رفضا للحرب والدمار وهي ترنم(غدا نعود)….
هذه الورود وغيرها لن تكفي ولا حدائق العالم لتغطي جيد حواء بلادي وستذبل أمامها في عيد الحب لأنها ستتعلم من جلالها معاني الحب الحقيقي التي تجلت في زمن الحرب وبين الدمار…تجسدت
في حب الشريك الذي لاينفصل عن حب الحياة وحب الوطن وحب الأهل وحب المشاركة والصمود.
ففي محرابك سيجلس الجميع ليتعلم العالم معنى الحب وزراعة الجمال في زمن القبح والأوباش….وفوق ذاك سنقف إجلالا ..لأننا نتعلم في كل يوم معنى ان نكون سودانيين ونفتخر …..نتعلم من عزتك وكبريائك معنى الصمود أمام الفقد والمصائب فلا ننكسر ……نتعلم من بساطة يقينك معنى ان يتهدم واقعنا بكل قسوة ودمار وكيف نبني من ذكرياتنا وتقاليدنا ومحبتنا جسور الأمل
فيا أحبتي…..
فلنقف في محراب حواء بلادي رمز الصمود والمحبه نرتل حروف التقدير والعرفان والإفتخار فبها ومعها نمشي دروب الألم ونضع بلسم الشفاء على جراحنا النازفه ….ومعها تصبح للحياة معنى وقيمة تفتح ابواب الصبر و نوافذ الأمل والسعادة مشرعة للمستقبل القريب.
فلنقف جميعا نعلن إيماننا واحتفاءنا بحواء بلادي وفي يوم الفالانتين نعمدها ملكته المتوجه وزادا نستند عليه في دروب الحرب والدمار وترياقا ضد أوباش القتل والبؤس والخراب و
نبراسا للأمل وبصمودها نتكئ وبمعيتها نعلم أننا بخير لم نفقد إيماننا ولا أخلاقنا نبحر سويا في مراكب الصبر واليقين للغد الأجمل
وللمستقبل الوضيء
مجدي إسحق