*مرة أخرى يستفزني سؤالك المربك يا عزيزي أمانويل تعبان : لماذا تكتب كلام الناس ولا تكتب كلامك ؟ وقد بعدت المسافة الجغرافية بيننا بعد أن فرقتنا السياسة الفوقية من قبل .. ها أنا أحاول كتابة كلامي يا أمانويل.
*أكتب اليوم لأقول لكم إنني بحمد الله وتوفيقه وعونه فتحت صفحة جديدة من حياتي بعد مضي عام من عمري في هذه الفانية‘ والزمن يمضي وقطار الحياة لاينتظر المتسكعين.
*أكتب لكم جميعاً‘ للذين تذكروني وبعثوا لي بتهانيهم وأمنياتهم الطيبة لي وللذين لاتعنيهم مثل هذه المناسبات وأهديكم جميعاً أطيب الأمنيات سائلاً الرحمن الرحيم أن يشملكم وإيانا برعايته ورحمته الواسعة.
*لا أهدف من كلامي اليوم الحديث عن هذه المناسبة العابرة التي تمر علينا وسط زحمة المشغوليات وضغوط الحياة المزدادة دون أن نحس بها ثم تتوارى وتتركنا نواجه هذا الواقع الذي لابد من مكابدته مع حرصنا على فتح صفحة جديدة فيه.
*مرة أخرى أحاول الإجابة عملياً على سؤالك المربك يا أمانويل لكنني أجد نفسي أدخل في ذات الربكة‘ فها أنا أحاول الكتابة في شأن خاص لكنني أجد نفسي أكتب لكم ومعكم وعنكم.
*لابد من توضيح للذين يرفضون الاحتفال بمثل هذه المناسبة وبمناسبات أخرى نحتفل فيها مع العالم : إننا في حاجة لمثل هذه الوقفات كي نسترد أنفاسنا ونستمد منها شحنة نحتاجها لندفع بها للأمام.
- هذه مناسبة أقول فيها لبناتي وأبنائي الشباب الذين يعيشون حالات من القلق المبرر على مصيرهم ومستقبلهم وسط هذه الظروف الأصعب مع استمرار الحرب العبثية: لاتتركوا اليأس يتسلل إلى دواخلكم مهما كانت التعقيدات الآنية.
*صحيح أننا عشنا في ظروف أفضل وأيسر .. لكن كل البدايات صعبة‘ كما هو معروف فإن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة .. المهم أن يبدأ كل شخص مشواره الخاص بغض النظر عن بعد المسافة وضعف العائد المادي‘ لاتستعجلوا المكاسب المادية رغم أهميتها المزدادة في حياتنا‘ ضعوا خطواتكم على الطريق وبمشيئة الله تصلون لغاياتكم المرجوة. - كلمة أخيرة اوجهها للشباب الأكثر حاجة للأخذ بيدهم وهم يشقون طريقهم الطويل نحو المستقبل‘ و أقول لهم : انظروا للأمام وافتحوا طاقات الأمل في نفوسكم لأن المستقبل لكم.