قل للذين يوزعون الظلم باسم الله في الطرقات
ان الله في نار الدموع
وفي صفوف الخبز والعربات والأسواق
والغرف الدمار
البحر… يا صوت النساء الأمهات
القحط …يا صمت الرجال الأمهات
الله حي لا يموت
الصادق الرضي
بانزلاق شبكة الاتصالات في مستنقع الحرب القميئة اللعينة الكارثية التي اجمع السودانيون على تسميتها (الحرب العبثية) تخرج المواجهات العشوائية من حوش تمزيق اللحم الى مرحلة طحن العظم ..انها حرب عمياء مفتوحة على كل الاحتمالات تستهدف معاش المواطن وكل مقدرات السودان التي شيدت عبر مئات السنين من جيب المسكين ومن عرق الجبين بشعار شمشون (علي وعلى اعدائي) لم تترك مؤسسة علمية أو مصلحة خدمية أو دارا علاجية أو مراكز تسويقية أو كباري معلقة الا وطالتها يد الخراب براميل متفجرة من أعلى وصواريخ مدمرة من أسفل .. اذا تواصل هذا الانحدار للجنون فالأهداف الموجودة في مرمى المدفعية الثقيلة الآن هي الذهب والثروة الحيوانية والصمغ العربي .
(2)
الآن أمامنا لوحة مشوهة ممزقة ملقية بطول البلاد وعرضها فالعاصمة المثلثة لم تعد كما صدح بها سيد خليفة ( جنة رضوان) ولا النيل القديم ياهو يانا ولم يعد ( يلمع في الظلام سيفا مجوهرا بالنجوم من غير نظام) كما ترنم صلاح أحمد إبراهيم ..كل ذلك أصبح نسيا منسيا وشيئا من خمط وشيء من سدر قليل ..تشتت كل هذا في المرافئ وفي صمت الخراب بعد أن تحالف عليها القصف العشوائي الجوي والأرضي وتركها أشبه بمدينة هيروشيما بعد أن انقض عليها عميد طيار بول تيبيتس في 6 أغسطس 1945 وجعلها قاعا صفصفا .
(3)
الدلائل والشواهد على الكارثة غير المسبوقة والتي كانت خارج حوش كل التوقعات لا تحصى ولا تعد كما يقول التقرير المدعوم بالأرقام والاحصائيات فالحرب بين الجيش والدعم السريع التي توقع أكثر المتشائمين أن لا يتجاوزعمرها أكثر من ثلاثة أيام أكملت أمس السبت 303 يوما بالتمام والكمال مخلفة 13 ألف قتيل و10 ملايين نازح ودمارا هائلا في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة وخسائر اقتصادية قدرت بنحو 120 مليار دولار.
- أكثر من 20 مليون طفل يدفعون ثمنا باهظا للتدهور الأمني في معظم مناطق البلاد وفقا لمنظمة اليونسيف.
(4) - تعرضت أكثر من 300 منشأة تاريخية وحيوية في الخرطوم ومدني ودارفور وكردفان لدمار شامل أو جزئي، كما فقد مئات الآلاف من سكان الخرطوم القدرة على العيش في منازلهم إما بسبب ما لحق بها من دمار كلي أو جزئي جعلها عرضة للخطر.
- دمرت الحرب عشرات الآلاف من منازل سكان الخرطوم والمئات من المنشآت المدنية الحيوية والتاريخية بما في ذلك جسورا ومتاحف ومنشآت بنية تحتية ومباني وزارات وبنوكا وجامعات وغيرها. إضافة إلى القصر الجمهوري الذي يبلغ عمره أكثر من 190 عاما، فقد تعرضت أجزاء كبيرة من مطار الخرطوم الدولي والقيادة العامة للجيش السوداني في وسط العاصمة الخرطوم لدمار هائل أيضا.
(5) - 500 الى 600 مليون دولار يوميا تقديرات الخبراء للخسائر الاقتصادية الشهرية للحرب . وتشمل تلك التقديرات خسائر المجهود الحربي والدمار الذي يلحق بالبنية التحتية والمنشآت العامة وبيوت وأملاك المواطنين والمصانع والأسواق
- 20 % من الرصيد الرأسمالي للبنية الاقتصادية التحتية المقدر بنحو 550 مليار دولار تعرضت للجرف كما أن الناتج المحلي البالغ 36 مليار دولار سيتراجع 20 % .