في حي ديم جابر، أحد أحياء مدينة بورتسودان، يسكن آدم يحيى (70 عامًا) مع أسرته المكونة من 10 أشخاص في منزل متهالك، يتشاركونه مع أسرتين أخريين، نزحوا جميعهم من الخرطوم عقب تزايد حِدة المعارك بين الجيش السُّوداني وقوات الدعم السريع هناك.
يقول آدم: “أنا مريض بالشلل النصفي ولا أستطيع الحركة ما جعل زوجتي تقوم بتحضير الطعمية (الفلافل) وبيعها لإعالة الأسرة التي فقدت كل شيء بسبب الحرب”.
ويتابع آدم حديثه قائلًا: “لم نحصل على أيّ من المواد الغذائية أو الطبية أو الإيوائية المقدمة كإغاثة رغم تسجيل أسمائنا لدى مفوضية العون الإنساني بالولاية والمحلية منذ أشهر، إذ نُشاهدها تباع في الأسواق أمام أعين الجميع دون محاسبة”، على حد تعبيره.
وأضاف:” زوجتي قامت بشراء صلصة طماطم سعر العبوة الواحدة منها 2000 جنيه سوداني (حوالي دولارين حسب سعر العملة غير الرسمي) من سوق ليبيا، أحد الأسواق الطرفية بحيّ الميرغنية، رغم أنها تأتي كمساعدات مقدمة من السعودية”.
المعاناة ذاتها ترويها فاطمة أحمد (50 عامًا) التي تقيم أيضًا في حي ديم جابر. وتقول: “ذهبتُ مرارًا وتكرارًا إلى مفوضية العون الإنساني باعتبارها الجهة المسؤولة عن توزيع الإغاثة.. طلبوا مني الذهاب إلى المحلية التي طلبت مني العودة مرة أخرى إلى المفوضية، وهكذا”.
وتتابع فاطمة حديثها بألم وحسرة: “خرجتُ من منزلي في الخرطوم بما أرتدي من ثياب، لديّ 4 أطفال والدهم متوفى. وجدت مرة أنهم يقومون بتوزيع مساعدات غذائية في مدرسة كوريا الأساسية، فأخبرتهم أن الجوع يفتك بأطفالي منذ يومين وأريد فقط أرز أو دقيق، فقال لي أحدهم: لن نعطيك شيئًا، الجوع لا يقتل أحدًا”.