*تفتح وعينا السياسي على قلمه حين كان ينشر بداية مقالاته على صدر الصفحة الأولى من صحيفة” الأهرام” المصرية لينتقل بنا إلى الصفحة الثالثة لمتابعة قراءة تحليله السياسي”بصراحة” الذي كان يطلعنا على مجريات الأمور خاصة في مصر.
*لمع نجمه في الحقبة الناصرية التي شهدت معارك تأريخية قادها الزعيم الراحل المقيم جمال عبدالناصر داخل مصر وفي إفريقيا والعالم العربي ووسط مجموعة دول عدم الانحياز في ذلك الوقت.
- كانت هذه الفترة في رأيي من أخصب مراحل حركات التحرر الوطني في العالم‘ كنا ننفعل بكتاباته وتحليلاته السياسية العميقة التي كنا نتابع عبرها تطورات الأحداث والمواقف‘ وقتها كان لصيق الصلة بالزعيم جمال عبد الناصر.
*لم يكن يعنينا دوره في العمل العام كمستشار أو كوزير وإنما كنا معنيين بالكاتب الصحفي والمحلل السياسي الذي كان يغذينا بقلمه الثر بالمعلومات الدقيقة والآراء المؤثرة في الساحة.
*أكاد أكون قد قرأت كل مؤلفاته .. أذكر منها كتابه “بين الصحافة والسياسة” الذي وثق فيه تجربته العملية في الساحتين الصحفية والسياسية بكل ما فيها من معارك ومواقف.
*أثار مقاله “ثم ماذا بعد في السودان” في أعقاب ثورة الحادي والعشرين من أكتوبر١٩٦٤م ردود فعل غاضبة لكنه في رأيي كان محقاً في حيرته مما يجري في السودان الذي لا يستطيع أحد التنبؤ بالتطورات السياسية فيه.
*مازلنا وكل المراقبين المتابعين للشأن السوداني في حيرة لا نكاد نعرف “ثم ماذا بعد” حتى زماننا هذا الذي لا نعرف فيه إلى أين تمضي بنا ساقية السياسة السودانية. - رحم الله صحافي القرن عملاق الصحافة العربية أستاذنا محمد حسنين هيكل الذي أثرى بلاط صاحبة الجلالة الصحافة بكتاباته وتحليلاته السياسية القيمة وأضاف للمكتبة مجموعة طيبة من الكتب وظل حاضراً في الندوات الفكرية والثقافية واللقاءات التليفزيونية إلى أن أقعده المرض قبل أن ينتقل إلى رحاب الرحمن الرحيم.
*سيبقى إنتاج محمد حسنين هيكل الثر منارة تضيء لنا وللأجيال القادمة طريق المستقبل ليس بالسير على خطاه وإنما بالاسترشاد بالإيجابي من تجربته المهنية والفكرية ونحن نسعى بكل عزم لاسترداد الديمقراطية وتحقيق السلام العادل الشامل وبسط العدل ومعالجة أسباب الأزمة الاقتصادية والاختناقات المعيشية.