*أُتيحت لي في عام مضى فرصة زيارة ألمانيا والوقوف عند أطلال حائط برلين الذي كان يقسم المانيا إلى المانيتين قبل أن يتم هدمه ويتوحد الشعب الألماني من جديد.
*في أكتوبر من كل عام يحتفل الألمان بذكرى يوم الوحدة وهم أكثر إصراراً على الحفاظ عليها ومواصلة الحوار حول ما يجمع بينهم وما عساه أن يعزز وحدتهم وتماسكهم.
*كانت هناك فروق في المستوى الاقتصادي والمعيشي وسطهم لكن هذه الفروق بدأت تتضاءل من خلال الحراك الاقتصادي والمجتمعي وهم يعيشون جميعاً في بيتهم الالماني الواحد.
*جاء الاحتفال بيوم الوحدة إبان زيار تي لالمانيا مع ازدياد حالات الهجرة واللجوء إلى ألمانيا‘ لذلك اهتم الرئيس الاتحادي لألمانيا في ذلك الوقت بأن يخصص جانباً من كلمته في هذه المناسبة للحديث عن مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الذين لجأوا إلى ألمانيا بحثاً عن الملاذ الآمن.
*إننا ننظر بكل التقدير والعرفان للتجربة الألمانية المستمدة من الإرادة الشعبية التي فرضت وحدة المانيا ومازالت تستصحبها لتكون جسراً يعبر بهم نحو الأمام بقوة.
*هذا ما أكده الرئيس الألماني في كلمته الاحتفالية عندما قال : إننا نبذل جهداً واعياً من أجل الحفاظ على هذه الوحدة التي جاءت ثمرة النضال الشعبي من أجل الحرية والديمقراطية.
*لم يكتف الرئيس الألماني بهذا الحديث وإنما أكد أهمية التعاون من أجل حسن استقبال اللاجئين إلى المانيا وبناء جسر التماسك معهم وتقديم رسالة قوية ضد تيارات العداء للغرباء.
*ما أحوجنا في بلادنا الأفريقية والعربية التي تعج بالخلافات والنزاعات إلى استلهام التجربة الألمانية ليس فقط من أجل الحفاظ على وحدة بلادنا واستقرارها وسلامها وإنما أيضاً لمكافحة تيارات العداء للآخر والعنف ضد الحياة الإنسانية.
*إن إرثنا الديني غني بالقيم الإخلاقية والإنسانية المعززة للوحدة والحرية والسلام والإخاء والتعايش مع الآخر لكن الخلافات الفوقية والنزاعات المسلحة جعلتها طاردة حتى لمواطنيها.
*إن التمسك بالمعتقدات الدينية لا يتناقض مع استحقاقات الحياة مع الآخر في سلام في الوطن الواحد بل وسط البشرية جمعاء التي انتقلت بالفعل إلى رحاب الإنسانية الجامعة دون تناقض بين سعيها للعمران المادي والبشري وبين عملها للآخرة وهي تحمل معها زاد المحبة والخير والسلام للبشرية جمعاء.