الالة الاعلامية الشيطانية للكيزان تعمل بمثابرة على تحويل السودانيين الى ببغاوات عقلها في اذنيها تردد بدون ادني تفكير كلاما ساذجا ومضحكا! نجحت مع البعض ولكن هيهات ان تنجح مع كل الشعب السوداني!!
مثلا عندما يردد الببغاوات: الدعم السريع هو الجناح العسكري لقحت التي اشعلت هذه الحرب بواسطته!
معطيات الواقع تقول ان الدعم السريع تجاوز تماما محطة ان يكون جناحا عسكريا لاحد منذ ان خالف تعليمات عمر البشير صاحب عبارة ” حميدتي حمايتي” ، ومنذ ان رفض ان ينضوي تحت جناح الكيزان مجددا بعد انقلاب فض الاعتصام في ٣ يونيو وبعد انقلاب ٢٥ اكتوبر.
ما هو المنطق الذي يجعل الدعم السريع يحمل قحت او تقدم او اي قوى مدنية فوق رأسه وهو الذي وضع من صنعوه تحت حذائه؟
وبالاضافة للببغاوات هناك مجموعة من الضلاليين مزيفي الواقع الذين يرغبون في صرف الانظار عن الفصيل السياسي الذي يمتلك بالفعل اجنحة عسكرية اذاقت الشعب الويلات على مدى ثلاثين عاما : كتائب ظل وهيئة عمليات وابو طيرة ودفاع شعبي وشرطة شعبية وفي الماضي القريب كان الدعم السريع احد هذه الاجنحة واقواها قبل ان ينقلب السحر على الساحر !
الكيزان وحلفاءهم من مقاولي الباطن في جرائم الاغتيال السياسي للقوى المدنية يعملون على ترسيخ اكذوبة ان الجميع متساوون في امتلاك اجنحة عسكرية ووجود ترسانة عسكرية تأتمر بامرهم وتخوض الحروب باوامر منهم!
القوى المدنية لا تمتلك سلاحا تشعل به حربا، ولا تمتلك مالا تشتري به متعهدي حروب الوكالة ولا تمتلك تحكما في مفاصل ما تبقى من الدولة ولا تمتلك سرا باتعا وقدرة خارقة على تغيير طبائع الاشياء تمكنها من ان تجعل فصيلا مسلحا فشل صانعوه في السيطرة عليه يخضع لها طوعا واختيارا ومن اجل عينيها يخوض حربا يخسر فيها الاف القتلى!
المواطنون الابرياء والقوى السياسية الديمقراطية من ضحايا هذه الحرب ولذلك منذ اليوم الاول رفعوا راية لا للحرب وظلوا رافعين لها حتى الان!
من كان له جناحا عسكريا يقاتل نيابة عنه لا يقول لا للحرب بل يقول نعم لانتصار جناحي العسكري مثلما يفعل الكيزان الان يقولون نعم للحرب حتى القضاء على التمرد في الظاهر ووراء الكواليس نعم للحرب حتى يقبل الدعم السريع بان يعود الى سيرته الاولى: جناحا عسكريا لنا!
بسقوط كذبة ان الدعم السريع جناح عسكري للقوى المدنية الديمقراطية تنكشف سماجة وسخف تحميل هذه القوى مسؤولية انتهاكات الدعم السريع! في حين انها تعمل على ايقاف الحرب لان هذا هو السبيل الوحيد لتخليص الشعب من الانتهاكات فضلا عن انها ادانت هذه الانتهاكات مرارا وتكرارا مهما انكر المحتالون.
الدعم السريع لم يخرج من رحم امنستي انترناشونال او هيومان رايتس ووتش!! خرج من رحم مؤسسة عسكرية معطوبة بطبيعتها لا تنتج سوى الانتهاكات والقمع للمواطن السوداني يشهد عليها الجنوب الذي انفصل وجبال النوبة ودارفور والنيل الازرق ويشهد عليها مئات العزل المسالمين الذين حصدهم الرصاص في قلب الخرطوم وامام بوابات القيادة العامة للجيش!
ولا امل في خلاصنا من الانتهاكات بدون عملية اعادة بناء للمنظومة الامنية والعسكرية.
انتهاكات الدعم السريع على مدى عشرة سنوات مدانة
انتهاكات جنجويد موسى هلال على مدى ثمانية سنوات مدانة
انتهاكات الجيش على مدى سبعين عاما مدانة
انتهاكات جهاز الامن الكيزاني بفرعيه الرسمي والشعبي على مدى ثلاثين عاما مدانة
اي انتهاكات ارتكبت في عهود الحكم الديمقراطي ولم تواجه بالحزم الكافي مدانة
اي انتهاكات ارتكبتها الحركات المسلحة المعارضة للانقاذ مدانة
الادانة الصادقة انطلاقا من الانحياز للمواطن المظلوم هي تلك المصحوبة بالتزام فكري وسياسي لخيار الحكم المدني الديمقراطي الذي يتطلب في سياقنا الراهن وقف الحرب( ام الخبائث والانتهاكات) وضبط بوصلة البلاد الفكرية والسياسية والاخلاقية في اتجاه استيفاء شروط الحكم الراشد وفي صدارتها اعادة بناء المنظومة الامنية العسكرية والتخلص من هيمنتها على السياسة والاقتصاد، وصولا الى دولة مدنية ديمقراطية يكون جيشها وامنها في حماية مواطنيها وشرطتها في خدمتهم .
الادانة الصادقة انطلاقا من الانحياز للمواطن المظلوم لن تقتصر على الدعم السريع وتبرئ صانعيه وتتوجهم ابطالا! بل ستشمل كامل المنظومة العسكرية الفاسدة، وستكون بوصلتها مضبوطة في اتجاه المستقبل المغاير لا في اتجاه العودة الى الماضي البائس الذي انتج الجنجويد وبطبيعته البنيوية لن ينتج سواهم.