*حالت ظروف مختلفة دون تلبيتي دعوات رئيس اتحاد فرق الموسيقى الحديثة صلاح بروان للمشاركة في المنتدي الموسيق الذي درجوا على تنظيمه دورياً، لكنني حرصت على حضور المنتدى الخاص بالفنان الشامل الدكتور شرحبيل قبل سنوات.
*هذه هي المرة الاولى التي يستضبف مسرح الفنون الشعبية بامدرمان هذا المنتدى بعد توجيه وزير الثقافة الاتحادي احمد الطيب البدوي، فاستحق الشكر من رئيس اتحاد الفرق الموسيقية الحديثة الذي حيا ايضا مدير مسرح الفنون الشعبية عبد الله حسب الرسول، ولم يقصر فيصل الصادق في تقديم الدكتور شرحبيل وفرقته والترحيب بالحضور والإعلان عن مفاجات مقبلة بتكريم عدد من رواد الموسيقى الحديثة.
*لم يكن غريباً كل هذا التجاوب والمشاركة الحية من الحضور النوعي من كل ألوان الطيف السوداني جغرافياً ونوعياً وعمرياً مع إبداعات شرحبيل وفرقته العريقة المتجددة التي جعلت حديقة مسرح الفنون الشعبية تزدهر بالإنفعال الجميل مع الاغنيات المتميزة التي أداها شرحبيل في هذه الامسية نذكر منها “الليل الهادي”و “خطوة وخطوة” و”يا تايه في ظلام الليل” و”حلوة العينين”.
*الفنان شرحبيل استحق لقب الفنان الشامل بابداعاته المختلفة الثرة في مجالات الفنون الجميلة فهو رسام وخطاط وشاعر و ملحن وعازف ومغني،وهب حيلاته للعطاء الفني البديع دون إدعاء أو من أو أذى.
*الذين حضروا (مجلة الصبيان ) في عهدها الذهبي لايذكرون شخصية “عمك تقو” إلا ويذكرون شرحبيل، رغم أنه قد شارك في رسمها كوكبة من التشكليين نذكر منهم سر الختم عبد الكريم وود الشيخ والصلحي ، إلا أن شخصية عمك تنقو التي رسخت في أذهان أطفال ذلك الزمان في(الصبيان) كانت من رسم شرحبيل.
*تعاون شرحبيل مع جريدة (الصحافة) عندما كنت سكرتيرا لتحريرها،كان يعد نصف صفحة باسم “أولادنا”وكنت أساهم فيها بكتابة”حكايات قدورة” وقد رسم شرحبيل شخصية قدورة، وكان في ذات الوقت يعد “مسلسل جلجل”،ولا أنسى إسهامه المقدر في مجلة “مريود”التي كانت تصدر من دار الصحافة ، وكانت الصحفية المخضرمة الدكتورة بخيته امين ترأس تحريرها.
*لاأنسى ايضاً مشهد الفنان الشامل شرحبيل احمد وهو يغني مع الفنان العالمي هاري بالافونت الذي كان قدجاء الى السودان ضخن فرقة عالمية للمشاركة في الحملة الدولية لمساعدة المتضررين من الجفاف والتصحر الي ضرب جزءاً كبيراً من أفرقيا في ذلك الوقت، وقد اشتهرت حينها أغنية جماعية وضعت خصيصا لهذه الحملة اسمها”WE ARE THE WORLD” التي حفظ بعض مقاطعها حتي بعض اطفال بلادنا في تلك الايام.