لندن – التحرير:
كشفت نائبة رئيس حزب “الأمة القومي” الدكتورة مريم الصادق المهدي، أن “الحزب قرر في موقف واضح إطلاق تعبئة جماهيرية، بدايتها أن نلتقي كل إخواننا وأخواتنا في العمل السياسي(المعارضة) وكل القوى التي تريد تغيير الوضع (نظام الرئيس عمر البشير)، في سبيل تحقيق تحول ديمقراطي شامل، وستتواصل لقاءاتنا لننظر في آليات محترمة نتفق عليها”.
واضافت مريم في “جلسة نقاش” نظمها التجمع النسوي بالمهجر “نسوة” في لندن مساء الإثنين 30 أكتوبر في لندن، وحضرها حشد من السودانيين من الجنسين ” أننا ماضون في تعبئة جماهيرية، ليقوم كل سوداني وسودانية بدوره وحماية أرضه ومقدراته، ولنمشي بالضغط (على النظام) لإحداث التغيير، عن طريق الانتفاضة التراكمية، أو أن نعمل تعبئة كي يلتزم الحاكمون بحوار حقيقي باستحقاقاته”.
مشكلتنا مع نهج الحكم والأشخاص
تساءلت: هل مشكلتنا مع الوضع الراهن (نظام الرئيس عمر البشير) هي الحكام أم نهج الحكم”، وقالت “بالتأكيد مشكلتنا هي مع نهج الحكم والسياسات الخاطئة، لكن النهج لا ينفصل عن الأشخاص، وقد مدًينا الأيدي 28 سنة (من أجل حوار باستحقاقاته) وعندما نتكلم (الآن) عن تغيير فهو للسياسات وللأشخاص”.
وأوضحت أن ” الهدف يكمن في أن يزال هذا النظام تماماً، في شكل أشخاص وسياسات وبرامج، ونريد الاتفاق (مع القوى السياسية) كيف نصل إلى ذلك”، وشددت على أهمية تنسيق مواقف موحدة بين القوى السياسية (المعارضة).
وسئلت عن طبيعة التعبئة الجماهيرية التي قررها حزب الأمة، فردت ” راقبنا الأيام القادمة، ولو قلت الآن أي كلام فهو إجهاض للتعبئة”، وأكتفت بالقول “رحلتي هذه ( جولتها الحالية) كلها مدعومة من حزب “الأمة القومي”، للتواصل مع كل الناس ( قوى سياسية وحركات في خارج السودان) لتسريع وحدة العمل المُعارض”.
وأكدت أن تأبين الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم (قيادية شيوعية وقيادية وطنية تاريخية) سيتم في دار حزب الأمة في أم درمان، السبت المقبل.
تحذير من مؤثرات ” الخارج”
وقالت مريم “إن ما يجري في السودان مسؤوليتنا كلنا، ولابد أن نعترف باننا ساهمنا بشكل ما في أن نجعل هذا النظام (نظام البشير) يتمدد في واقعنا أكثر من 28 سنة، ويهدد وجودنا”.
وأشارت إلى “أننا نواجه متغيرات من خارج السودان، يُمكن أن تؤثر في واقعنا، ونعم نحن جزء من قارة ومن العالم، لكن لم يكن دور العالم يؤثر فينا كما هو الحال الآن، وهذا يستدعي ان نتحرك ونعمل لتأمين السودان الوطن، قبل أن تفرض علينا المتغيرات واقعاً شديد المعاناة”.
وأوضحت أن المجتمع الإقليمي والدولي ينظر للسودان من باب مصالحه، فالاتحاد الأوروبي يريد وقف الهجرة، وأميركا تريد وقف الإرهاب، وتتعامل مع النظام من هذا المنظور.
ورأت أن “إخواننا في حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) لو عندهم قدر من المسؤولية لاستغلوا منبر ” الحوار الوطني” ليكون مدخلاً لا للتغيير فحسب، بل لبناء ” شوية” (بعض) ثقة”.
المجموعة المتنفذة داخل الأجهزة الأمنية
وأكدت أن ” المجموعة المتنفذة في السودان لم تعد (حزب) المؤتمر الوطني، المجموعة المتنفذة التي تقود الدولة هي داخل الأجهزة الأمنية، وبعيدة جداً عن الأمن ( خدمة أمن البلد) ومصالح السودان ، وتراعي مصالح أفراد، بشأن ( حمايتهم) من ملاحقات جنائية وغيرها”.
وفيما قالت إن هناك ” سيطرة أمنية كاملة” قالت إن ” دور المعارضة وكل الوطنيين هو أن يعملوا عملاً وطنياً مسؤولاً، بالضغط على أنفسهم، ويضحوا، ويقبلوا على بعضهم البعض في إطار الممكن”(توحيد صفوف المعارضة).
ضعف ” نداء السودان” لكنه ” وعاء جامع”
وأقرت بوجود ” ضعف في “نداء السودان”( تحالف للمعارضة)، لكنها قالت إنه” شكل ووعاء جامع لأحزاب وحركات مسلحة ومنظمات مجتمع مدني”.
كما اشارت إلى أن هناك ” إفراغ (لمضمون) ما نادينا به بإفراغ ما يجمع عليه الناس من مضامين، وأن انتخابات العام 2010 التي كانت محل اجماعنا و كانت محروسة برقابة دولية تم افراغها ( من مضمونها الحقيقي).
دعوة لدمج الثقافة في السياسة
وفيما أكدت أهمية الحل السياسي الشامل، قالت ” كلنا أهملنا بعداً مهماً، وهو المدخل الثقافي (لمعالجة أزمات السودان)، نحن لا نعرف “بعضنا البعض”، ناهيك أن نتكلم عن احترام بعضنا لبعض،”، ودعت لعمل ثقافي دؤوب ” في هذا الشأن، وإلى ” دمج العمل الثقافي في العمل السياسي”، مشيرة إلى أن لحزب “الأمة” ميثاق ثقافي.
لا كلام عن انتخابات ودعوة لحكم انتقالي
وعن انتخابات الرئاسة 2020″ قالت “لا طريقة للكلام عن انتخابات 2020 أو 2070، لابد من حكم انتقالي ، يعمل على أن تكون الدولة السودانية دولة الجميع”، مشددة على أن ” السودان بلد الجميع، وعلينا جميعاً أن نعمل من أجله ( من أجل نهضته)،.
النظام غير جاد في الحوار
جرى فتح حوار ونقاش، شارك فيه ممثلو قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني وصحافيون وناشطون من الجنسين، وركز المتحدثون على قضايا عدة، وكان تحدث في البداية هشام أبو ريدة ( الاتحاد الديمقراطي المعارض)ورئيس فرعية ( الجبهة الوطنية العريضة) وقال “إن النظام غير جاد في الحوار، وجرت 40 دورة حوار ولم يكن جاداً ودعا القوى السياسية إلى عدم الحوار مع النظام.
الحوار باستحقاقاته أقل كلفة
من جهته رأى شريف ياسين ( البعث السوداني) أن “الحوار باستحقاقاته أقل كُلفة، وأن المواجهة خياراتها مفتوحة وأشار إلى رؤية ” نداء السودان” للحوار التي تشمل وقف الحرب وإتاحة الحريات وإلغاء القوانين المقيدة للحريات وإلغاء قانوني جهاز الأمن والصحافة، وأكد أنه ” لكي نجبر النظام على حوار أقل كلفة، فان المطلوب من المعارضة أن توحد صفوفها، ليتم المزيد من الاستنهاض لطاقات الجماهير”، مشيراً إلى قضايا يمكن ان تلتف حولها الجماهير، وبينها قضايا المزارعين والمحامين والمعاشييًن ( المتقاعدين) (الخ)، ودعا إلى “أن نحول هذه القضايا إلى معارك يومية تنهك النظام، كما أشار إلى الخيارات المطروحة وهي خيارات ” الانتفاضة والفوضى الخلاقة “، وخلص إلى أن النظام لا يرضخ الا بضغوط”.
المرأة تدعم مريم لأنها “جزء من نضالنا”
هالة كمرات (ناشطة سياسية وقيادية في الاتحاد النسائي) حيًت “نضال مريم الصادق” ، وقالت ” نحن كنساء ندعمك، أنت جزء من نضالنا”، وتساءلت عن كيفية تحقيق التعبئة الجماهيرية التي قرر حزب الأمة اطلاقها، وهل يمكن تفكيك النظام عبر حوار، ورأت أن ” حزب الأمة حزب جماهيري يُمكن أن يقود الشارع نحو الانتفاضة، وقالت إن النظام لا يسقط الا بحراك جماهير وبوحدة سياسية ( لقوى المعارضة).
دعوة للمعارضة لتحديد الهدف وانتقاد لـ ” الأمة” و” الاتحادي”
شخصيات أخرى تناولت قضايا شملت ” إشكالية العمل الثقافي، وأنه لا يمكن فصل الثقافة عن السياسية”، و”تغيير النظام يحتاج إلى تغيير موازين القوى”، و” أن مريم الصادق مؤهلة لتقود السودان وليس حزب الأمة فقط”، و” ضرورة تحديد المعارضة لهدف محدد وواضح”، وأشار متحدث على أن ” المصيبة التي يعيشها السودان حالياً سببها حزبا “الأمة” و”الاتحادي ” و” أن السودان مستعمر كما هو حال بقية دول المنطقة”.
السودان في حالة انهيار والحور أكبر من الحكومة
شارك في الحوار الفنان التشكيلي الدكتور راشد دياب ( مدير مركز راشد دياب للفنون)، وقال إن ” السودان في حالة انهيار، وفي مفترق طرق”، وأشار إلى أنه شارك في “مؤتمر الحوار( دعت له الحكومة وقاطعته عدد من القوى سياسية وحركات مسلحة ) ، وأضاف إن ” الحوار هو بداية الثقافة، الحوار أكبر من حجم الحكومة، ولهذا لم تقدر عليه، الشعب واع، لكن الأحزاب ضعيفة”.
لا حل للأزمات بالكلام
أشار متحدثون إلى أن ” لا حل (لأزمات السودان) بالكلام ، مع دعوة الأحزاب إلى الاعتماد على شبابها، وأن ” القيادات ( المعارضة) ” تريد التعايش مع النظام، وأن كلمة اسقاط النظام لا وجود لها في كل مواثيق حزب الأمة مع الحركات المسلحة، كما أطلقت دعوة
” التحرير” تدعو المعارضة إلى دراسة اتجاهات الراي العام
مداخلة رئيس تحرير صحيفة ” التحرير” الإلكترونية دعت إلى أن تدرس القوى السياسية المعارضة اتجاهات الرأي العام في السودان، لتعرف كيف تشكله ، وقال إنه في غياب ذلك سيبقى كلام وخطاب قادة الأحزاب وبقية أطراف المعارضة معلقاً في الهواء، كما دعا إلى تقليل ” الكلام الكثير” والالتفات إلى عمل ملموس، وطالب أيضاً بإجراء استطلاعات رأى، لدراسة مضامينها ومؤشراتها، واستخلاص كيفيات توجيه الخطاب السياسي، بالإضافة إلى ضرورة معرفة تفاصيل مكونات المجتمع السوداني، هل النساء والشباب مثلاً أكثر من الرجال، وهذا سيساعد في تحديد نوع وكيفية توجيه الخطاب السياسي، وكيف يتم توجيهه، ومن يوجهه.
ردود مريم: لا أتكلم عن دعوة إلى الحوار
مريم ردت على الأسئلة وأشارت إلى كل التعليقات، وقالت ” أنا لا أتكلم عن دعوة للحوار مع النظام، أتكلم عن تعبئة سياسية قرر حزب الأمة إطلاقها، لكننا لا ننكر الواقع، هناك خارطة طريق وقعناها مع الاتحاد الأفريقي، نحن لم نتخل عن التزامنا لكن التزامنا يحتاج إلى استحقاقات غير موجودة، وبالتالي نتكلم عن التعبئة الشاملة”.
وأكدت أن حزب الأمة قدم لحراك 2013 التلقائي (الشبابي) كل دعم ومؤازرة، قدمنا دعماً سياسياً، وجماهيرياً، واعلامياً، وقانونياً وديبلوماسياً، نحن لا نزايد على أحد، كلنا دعمناهم بقدراتنا المدنية”.
وقال إن “حزب الأمة ملتزم بالعمل الجبهوي، ونسير فيه بإيمان، موقفنا الاستراتيجي أشد تمسكاً بالتحالفات”، ودعت على ” صيغة جديدة (لتنسيق المواقف والعمل الجماعي للمعارضة).
ضعف الأحزاب بفعل فاعل وفي” الأمة” ننتقد أنفسنا
عن ضعف الأحزاب، قالت مريم إن ” ضعف الأحزاب بفعل فاعل، النظام يعمل على اضعاف القوى السياسية، أو إظهارها بمظهر الضعف، هذا مشروع وجود للنظام”، وشددت على أن ” الأحزاب هي أفضل صيغة توصل إليها البشر، ونحن في حزب الأمة ننقد أنفسنا، ولو تكلمنا عن ضعفنا كأننا نريد اضعاف الديمقراطية، ولا عمل ديمقراطياً من دون أحزاب”.
إشادة بحراك الشباب ودعوة إلى التفاعل والتكامل
نوهت بحراك الشباب السوداني وشددت على أهمية التفاعل معهم، وأوضحت أن المجموعات الشبابية أغلبها نابع من مجموعات شبابية حزبية، وهناك قدر يتزايد من الاحترام المتبادل بين المجموعات الشبابية والأحزاب. وأكدت ان الشباب في أوقات كثيرة يعلمون الأحزاب تجاربهم في ” الأنترنت” والعمل السري المفتوح (عبر الانترنت)، ودعت إلى ” مساحات نتكامل فيها مع الشباب”.
في السودان غضب شديد وحزن وإحباط
كررت نائبة رئيس حزب الأمة القول إن “هناك في السودان غضباً شديداً من الواقع (تردي الأوضاع) وأن هناك حزناً وإحباطاً”، أما بشان التحالفات بين قوى المعارضة فدعت إلى ” وضع معايير يلتزم بها الجميع، وفي ضوئها نعرف من ينفذ ومن لا ينفذ التزاماته”، مؤكدة أن ” أي عمل يفترض وجود حسن النية”.
مؤتمر الأمة و”سودنة” الأحزاب
أكدت أن المؤتمر العام لحزب الأمة سيعقد في موعد لا يتجاوز منتصف العام المقبل، وأشارت رداً على سؤال إن ” قيادات حزب الأمة يختارها الحزب”، ورأت أن ” الحزبية ( في السودان) محتاجة إلى “سودنة” وأضافت أن ” العمل السياسي يحتاج منا إلى مزيد من إعمال الفكر و”السودنة “، لنساعد في ( حدوث) تحول ديمقراطي”، كما نوهت مريم بالآراء التي طرحتها ” التحرير”، وأكدت أيضا على أهمية أن يقلل السياسيون من ” الكلام”.
وكانت مريم استهلت الحوار بالإعراب عن سعادتها بلقاء السودانيين والسودانيات في بريطانيا، في شهر أكتوبر، شهر الثورة ( ثورة 21 أكتوبر 1964)، وقالت ” السودانيون لديهم ما يتميزون به، وارتيادهم لآفاق أفضل يتطلب الخروج من الوضع المتردي الحالي في كل المجالات”.
يشار إلى أن صديق الضو (حزب الأمة بكارديف ببريطانيا) وسهير شريف مديرة منظمة “نسوة” التي نظمت اللقاء كانا على المنصة الرئيسة مع مريم.