ندرك أن الأحزاب السياسية تأثرت سلباً بالانقلابات العسكرية التي غيبت الحراك السياسي الحزبي وأضعفتها، لكن ذلك لا يبرر الهجوم على الأحزاب وعلى مجمل تاريخ السودان.
نعلم أيضاً أن الحرب العبثية التي مازالت تضعضع الأوضاع في السودان وزادت طين العتمة السياسية، لكننا نؤمن أيضاً أن وقف الحرب وحده لن يعالج مجمل الاختلالات السياسية والمجتمعية والمهنية.
كل ذلك لايجعلنا نيأس أو نتقاعس عن اداء واجبنا الرامي لتحقيق السلام واسترداد الديمقراطية ودفع استحقاقات الإصلاح المؤسسي في كل مناحي الحياة السياسية والإقتصادية والعدلية والامنية والثقافية …الخ.
صحيح الأولوية العاجلة مع وقف الحرب للإصلاح العسكري والأمني وفق عملية التسريح وإعادة الدمج إلا ان ذلك لايجعلنا نغفل عن عمليات الإصلاح المؤسسي في كل أجهزة الدولة ومؤسساتها، إضافة للإصلاح المؤسسي الحزبي الأهم لتأمين ديمومة الديمقراطية واستقرار السودان.
مهما تكن العقبات التي تواجهنا في تحقيق عمليات الإصلاح المؤسسي لابد من مواجهتها ومعالجتها لقفل الطريق أمام قوى الردة التي مازالت تحلم بالعودة للحكم عبر الإنقلابات وفرض الأمر الواقع.
هذا الواقع المأساوي لن يهزم الإرادة الشعبية التي نجحت دوماً في هزيمة الانقلابيين مهما تحصنوا بقوة السلاح، لذلك يزداد يقيننا بقرب فجر الخلاص الذي يروه بعيداً في ظل هذه العتمة المربكة.
لذلك نبارك ونساند الحراك الذي انتظم وسط القوى المدنية الديمقراطية المتامر عليها، بالتنسيق مع الحراك الإقليمي والدولي الهادف لوقف الحرب وتحقيق السلام واسترداد الحكم المدني الديمقراطي وبناء دولة المواطنة والسلام والديمقراطية والعدالة والكرامة الإنسانية.