منحتنا جمعية الصحفيين السودانيين بالمملكة العربية السعودية مساء الأحد الموافق 17 مارس 2024 أمسية رمضانية ستظل خالدة في ليالي الرياض؛ وذلك باحتفائها الأنيق بالإعلامي المخضرم الأستاذ كمال حامد، الذي يحمل سجِلاً مهنيًا لا يحتاج منا إلى كثير تقريظ، فهو كالعنوان في سفر الإعلام الرياضي. على غير العادة في مثل هذه الاحتفاءات اختفت تمامًا لغة المجاملة والتكلف باختيار الكلمات والعبارات ثمينة المعنى، فكان اللقاء عفويًا أخويًا خالصًا تجسدت فيه روح الوفاء العميق لأهل وزملاء المهنة، وزاد من ذلك الجمال تشريف عدد من الصحفيين الرياضيين الزائرين لرياض الخير منهم الأساتذة: مفتي محمد سعيد، وقسم خالد، ومحمد إدريس، وصديق أبونبيل، بجانب عدد من ممثلي الكيانات الصديقة.
وتجلت عبقرية الأمسية التي حملت الوفاء عنوانًا لها، في تفجير المزيد من الطاقة الإيجابية، رغمًا عن جراح الوطن التي سرقت الابتسامة والضحكة البريئة من حياتنا، إذ ما بين لحظة وأخرى انتقلنا من أحاديث الحرب والاقتتال والهروب من اليأس الذي ظل يسطر على مجالس الأنس إلى وادٍ آخر من الذكريات الجميلة والطرائف والابتسامات الوضيئة التي أشرقت منها بوارق الأمل، أنستنا المآسي والأحزان والمصير المجهول الذي ينتظر البلاد، فكان الإحساس المشترك بين الحضور أننا في حضرة وطننا الذي نعرفه بالتسامح والأريحية وقبول الآخر، حتى أيقنت تمامًا أن ثمة ضوءٍ قد عاد مرة أخرى إلى نهاية النفق، كما يقول د. عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السابق. في كلمته المختصرة والمعبرة، حمل الأستاذ كما حامد بشرى بإطلاق نجم الكرة السعودية ماجد عبدالله مبادرة للاهتمام بقدامي نجوم كرة القدم الذين يحتاجون للاعتناء والدعم، ومن خلالها تم اختيار نجمي منتخبنا القومي نصر الدين عباس جسكا وعبدالعزيز عبدالله لزيارة المملكة وأداء فريضة الحج لهذا العام، هذه البشارة عميقة المعنى تشبه الوسط الرياضي، ونتمنى أن تجد المبادرة من الأندية والجهات السودانية المهتمة بالرياضة الدعم حتى تحقق معانيها السامية وتعزز دور الرياضة كجسر وسفارة لا تعرف إلا الوفاء لأهل العطاء، وتطرق كمال حامد لمسيرته المهنية التي ازدانت بها كُبرى الصحف العربية والسعودية بجانب عمله المعروف في القسم الرياضي بتلفزيون السودان، ولم ينسَ ذكر دور الراحل الأستاذ عبدالمنعم عبدالعال في دعم مسيرته المهنية ودخوله العمل العام بالرياض.
قمة السعادة والتقدير تجتمعان في آنٍ واحد عندما نعلم أن الأستاذ مفتي محمد سعيد، خبير الرياضة العالمية، يأتي من مدينة الزلفي ليشارك في هذا التكريم، الذي أزال منه الحزن وحالة الاكتئاب بالحسرة على حال الوطن، فقد يكون هذه عاطفة جياشة تجتاح معظم المغتربين.
وكذلك شرف الحفل متكبدًا المشاق البروفيسور عثمان الحسن محمد نور مدير جامعة المغتربين، الذي أتحف الحضور بكلمة ضافية، كما كان حضور الرابطة الرياضية للسودانيين بالخارج ممثلاً في رئيسها عبدالمنعم عمر، والملتقى السوداني ممثلاً برئيسه المهندس عبدالمنعم العوض من أسباب زيادة ألق الأمسية.