نفى المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع حديث ياسر العطاء الذي قال من خلاله إن الدعم السريع طالب بالانفصال لتكوين دولة العطاوة و الجنيديين عقب رفض مطالبات كان قد دفع بها تطالب بالاتفاق بين عرب الغرب وعرب الشمال و الوسط و الشرق.
وأكد المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع في بيان صادر عنه أن ما جاء علي لسان ياسر العطا من كلام هو كذب بواح و ليس من الحقيقة في شئ وتابع بالقول إن أسباب ما نحن فيه من واقع أفرزته هذه الحرب التي أشعلها ياسر العطا و بلابسته لم تكن هذه الأسباب ذات علاقة بأكاذيب و مزاعم ياسر العطا حول اتفاق عرب غرب و عرب شمال، وأضاف بل الاختلاف و التباين كان حول موقف قوات الدعم السريع الداعم للاتفاق الإطاري.
فيما يلي نص البيان:
قوات الدعم السريع
المجلس الاستشاري
بيان لأهل السودان
جماهير الشعب السوداني الكريم ،رمضان كريم عليكم أينما كنتم ، نسأل الله في أيامه المباركات هذه أن يوحد كلمتنا نحو مشتركات و ممسكات وحدة الوطن.
لم تكن مفاجأة أن يطل علينا المدعو ياسر العطا بالأمس و هو يخاطب مجموعة من البلابسة يروي عليهم حديث الكذب و التدليس و التلفيق بما مفاده إدعاءً و إفكاً أن الدعم السريع طالبهم بالاتفاق بين عرب الغرب وعرب الشمال و الوسط و الشرق، مدعياً في سياق حديثه أن رفضهم لذلك أدي إلي سعي الدعم السريع إلي المطالبة بالانفصال لتكوين دولة العطاوة و الجنيديين حسب زعم ياسر العطا.
أولاً: نود في المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع أن نؤكد أن نجدد التأكيد للجميع أن الدعم السريع هي قوات نظامية سودانية أنشأت بقانون و تعمل بقانون و أولي أولوياتها هو حماية وحدة تراب هذا الوطن و لم يحدث أن جاء في أي بيان أو حديث لقيادتها الرسمية أنها تريد أن تفصل جزءاً من هذا الوطن العزيز بأي مسمي كان، فإن كان ياسر العطا يمتلك ما يثبت و يعضد حديث إفكه و تقولاته الكذوبة فليخرجه للشعب السوداني الصابر إيماناً منا أن الشعب هو الحكم الفصل في تقييم هذا الإدعاء الخطير.
ثانياً:نؤكد أن ما جاء علي لسان ياسر العطا من كلام هو كذب بواح و ليس من الحقيقة في شئ حيث ان أسباب ما نحن فيه من واقع أفرزته هذه الحرب التي أشعلها ياسر العطا و بلابسته لم تكن هذه الأسباب ذات علاقة بأكاذيب و مزاعم ياسر العطا حول اتفاق عرب غرب و عرب شمال، بل الاختلاف و التباين كان حول موقف قوات الدعم السريع الداعم للاتفاق الإطاري المأمول أن يُفضي للتحول المدني الديمقراطي و الذي كان مرفوضاً تماماً من قيادة الجيش مما دفعهم و زمرتهم الضالة من أنصار النظام البائد لاتخاذ قرار حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣م ليقطعوا الطريق أمام إنفاذ الاتفاق الإطاري و لم يكن الاتفاق الذي زعمه كذباً و تدليساً ياسر العطا سبباً للحرب الحالية.
ثالثاً: إن قوات الدعم السريع دخلت هذه الحرب بمبدأ الدفاع عن النفس و هو مبدأ عادل و مبرر أخلاقياً لأن مقارها و معسكراتها قد حوصرت و طوقت لإبادة كل من بداخلها، لكن إرادة الله كانت أقوي من مكر الفلول و عناصرهم في الجيش، فتحولت المعركة بعد شهر و نيف من معركة الدفاع عن النفس إلي تحدي اخلاقي آخر يتعلق بالاهتمام بشأن السودان و أزمته الوطنية التي تسببت فيها أمثال هذه الذهنيات و العقليات التي يمثلها ياسر العطا، و التي من طبائعها أنها لن تستطيع أن تعايش طبيعة البقاء و الوجود إلا بإذكاء نيران الفتن و التفرقة بين أهل السودان و إعمال ثقافة (فرق تسد) ليسودوا و يحققوا طموحاتهم علي جماجم الموتي و أشلاء القتلي و أنين جرحي حروبهم عبر تاريخ السودان
رابعاً: أن قوات الدعم السريع بعد انتصاراتها الفاخرة و سيطرتها علي ٧٥% من جغرافية الوطن لم تتحدث في أي وقت و لو تلميحاً أنها تريد أن تحكم، بل ظل الخط الإعلامي الرسمي و المساند للدعم السريع يدعو إلي إنهاء القتال و العودة إلي المسار السياسي و التحول المدني الديمقراطي،الذي يمثله المدنيون من أهل السودان المؤمنون بتأسيس سودان مدني ديمقراطي فيدرالي يستوعب كافة أشكال التنوع السكاني، لكن في المقابل فإن ياسر العطا و جماعته ظلوا يطرحون مساراً متطرفاً لا يؤمن بالآخر، مسار التهديد و الوعيد ، مسار إيقاد الحرائق و نصب المقاصل و المشانق للمخالفين لهم في قضايا الوطن و همومه و لا يقبلون بأي مسار يبعد الجيش و عناصره الأيدلوجية من دولاب الدولة و قد جددها العطا بالأمس بأن الجيش لن يسلم السلطة و الحكم للمدنيين إلا بما يراه الجيش نفسه و ما يراه الجيش أن يعود الفلول إلي الحكم…
رابعاً: في مقابل هذة الرؤية المتشنجة و المستبدة للجيش و مناصريه المؤدلجين ، قدمت قوات الدعم السريع رؤية من 10 نقاط تحت مسمى رؤية الدعم للحل الشامل و قد عززها السيد القائد ببيانه الذي أصدره بمناسبة دعوته لحضور قمة عنتبي الأخيرة التي حضرها في أوغندا.. فأين كتاب ياسر العطا و جماعة (بل بس) لحل الأزمة السودانية؟
خامسا: إن المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع إذ يستهجن أساليب إثارة الفتن و إعمال نظرية فرق تسد التي يمارسها قادة الجيش الفلوليين، يؤكد أن خطاب مؤسسات الدعم السريع العسكرية منها و المدنية تدعو أهل السودان جميعاً إلي عدم الإلتفات لمحاولات إشعال الفتن ودعاوي التفرقة و توسيع دائرة الفرقة و الشتات بين المكونات المجتمعية السودانية التي يحاول ياسر العطا و جماعته الضالة تعزيزها بين أهل السودان لأغراض سياسية أيدلوجية.
ختاماً، يؤكد المجلس الاستشاري أن المعركة التي تخوضها قوات الدعم السريع هي معركة وطنية خالصة ويأمل أن تكون آخر الحروب ومحطة للاعتبار المتأني و الاستدبار الأمين و الاستبصار الصادق الذي يؤسس لبناء دولة سودانية فيدرالية قائمة علي استيعاب كافة خرائط اجتماعها السياسي و مصالح مكوناتها السياسية المتنوعة و علي قيم ناظمة لعلائق التعايش المدني و الأهلي المشترك، و بإمكان ذلك أن يكون واقعاً إذا توحدت إرادتنا لهزيمة ذهنية و عقلية (فرق تسد) التي يحاول ياسر العطا استغلالها بأسلوب خطابه التهكمي الاخير ليدعم موقفه الفاجر و التحريضي المُدان جملةً و تفصيلاً .
المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع