▪️الحقيقة المخجلة اننا نحن السودانين يمكن تصنيفنا إلى صنفين فقط لا ثلاث لهما…الصنف الأول هم من ظل الوطن فى قلوبهم
اما الصنف الثانى فهم من يدخلون الوطن فى جيوبهم.
والمؤسف أن الصنف الأول زاهدون يدركون أن صلاح أمر الوطن يبدأ من المستويات الشخصية، وان الراغب فى خدمة وطنه لايحتاج إلى مهرجانات من التطبيل والإدعاءات الكذوبة وهؤلاء محاربون ويعانون أشد المعاناة فى الحصول على ابسط حقوقهم، أما الصنف الثانى فهم شعب كل حكومة يستخدمون الشعارات الجاذبة ويلهثون وراء السلطة ويستخدمون الوطن وموارده لتحقيق مصالحهم الشخصية ،فلا يهمهم إحتراق الوطن أو ضياع شعبه طالما أن غايتهم مكاسبهم الرخيصة وهى أن تبقى جيوبهم ممتلئة حتى ولو كان ذلك مقابلا لإفراغ الوطن من قيمه وموارده أو مواطنيه.
▪️الجرأة المطلوبة منا جميعا أن نحتكم لهذا التقييس المذكور أعلاه وتسجيل إعترافنا مع أنفسنا أولا إلى أى صنف ننتمى ؟إلى أولئك الذين يحملون الوطن فى قلوبهم ام إلى اؤلئك الذين يحرصون أن يكون الوطن فى جيوبهم؟ فإذا كنا من الصنف الثانى علينا أن نسرع إلى التخلص من سمات الخيانة و التوبة ،ومن ثم محاولة التكفير عن مارتكبناه فى حق أنفسنا وحق الوطن .
أما إذا كنا من الصنف الأول فعلينا أن لا نستسلم للحصار ولا نقبل باغراءات اللصوص ولاان نفرط فيما حبنا للوطن من أجل الكسب الشخصى أو الحزبى أو القبلى أو العنصري.
▪️قبل التفاوض نحتاج إلى مواجهة أنفسنا والإغتسال من الأخطاء الكبرى، والتوجه بقلوب صادقة هدفها الأول تحقيق السلام وأستعادة الحياة للسودان وأسترداد حقوق المواطنين ،والقبول بمانستحق من عقاب بعد قيام الجهات العدلية المفوضة دستوريا بمراجعة أسباب الحرب ودوافعها ومستويات خيانة الوطن،ومن ثم الإتفاق على قيام مؤتمر قومى جامع تكون أولى توصياته خروج حملة السلاح من المواقع المدنية وإنهاء وجود المليشيات والحركات المسلحة وإلزام الأحزاب السياسية بتنقية صفوفها من الخونة وعملاء السفارات والمخابرات الأجنبية،والتوصية بتأسيس الدولة السودانية من الصفر لتكون دولة المؤسسات الدستورية والبرلمان المنتخب والحكومات المفوضة التى لايسمح لها الدستور ارتكاب الأخطاء دون محاسبة أو خيانة الوطن دون عقاب .